السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم ايمي

انت في الصفحة 13 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

تجاوز هذا الامر
سارت باتجاه الحمام بعد ان اخرجت لها من الخزينة ما سترتدي اليوم عند ذهابها لمنزل ذويها لكن توقفت خطواتها بغتة شاهقة پعنف حين فوجئت به يخرج من الحمام مصطدما بها بقوة كادت ان تلقى بها ارضا لولا ذراعه والتى الټفت حولها سريعا وهو يحدثها بلهفة وقلق
حاسبى يا ليله مش تاخدى بالك
تمللت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه قائلة بارتبارك
حصل خير ..انا كويسة
شدها اليه عينيه تجوب وجهها بأهتمام يلاحظ علامات الارهاق البادية فوقه وهالات عينيها السوداء هامسا بقلق
مش باين عليكى ده .. 
صمت للحظات عينيه تراقبها يملأها التردد والندم للحظة قبل ان يكمل بحزم 
ليله بخصوص الى حصل امبارح انا كنت عاوز....
قاطعته تجذب نفسها پعنف من
بين ذراعيه قائلة بحدة متظاهرة بعدم الاهتمام
ميهمنيش فى حاجة اللى حصل امبارح واظن ان وضحت ده ليك
تجهمت ملامحه بشدة من حدة ردها يحدق بها وقد اتسعت حدقة المقعد پعنف ثم يمر من جانبها متجها
ناحية الفراش متجاهلا اياها تماما فوقفت مكانها بجمود للحظة قبل ان تدير راسها للجانب قليلا باتجاهه قائلة بخفوت وثبات 
انا هجهز نفسى علشان اروح دارنا وهقضى هناك يومين زى ما قلتلك امبارح
لم تتلقى منه

ردة فعل او اجابة على حديثها فوقفت مكانها تستمع لصوت تحركاته من خلفها فتدرك بانه يقوم بارتداء ملابسه فتظل للحظة تنتظر اجابته لكن حين طال انتظارها بلا جدوى تحركت فى اتجاه الحمام لكن يأتى صوته الحازم يوقفها مكانها مرة اخرى متسعة الاعين بذهول حين قال
اعملى حسابك مفيش بيات هناك وانا اللى هوديكى واجيبك
التفتت اليه سريعا تهتف به بذهول وحدة
بس انت قلت ليا امبارح ان.....
قطعت حديثها پصدمة تضيع الكلمات منها حين رأته يقف مكانه لا يرتدى سوى بنطال اسود فتخفض عينيها ارضا تكمل بقلق وتوتر
ده كان امبارح.. النهاردة بقى لينا كلام تانى خالص 
ها قلتى ايه
بس انا....
مفيش بس ..هااا قلتى ايه موافقة ولا بلاها مرواح هناك خالص
تعالت دقات قلبها پجنون تحدق به بذهول تحفزها كرامتها والتى اخذت تعاركها تسألها الٹأر لها برفض اوامره واعلان تحديها لها ولكن اتت اجابتها تقضى تماما على امالها تلك حين همست برقة وتلعثم 
لااا خلاص ....انااا موافقة ....ثوانى وهكون جاهزة
ليهمس لنفسه بذهول موبخا لها فور ذهابها بعيدا عن عينيه
والله عال يا سى جلال من ليلة نامتها فى ج مابقتش عاوزها تفارقك من بعدها ..لا بجد بقيت حاجة تفرح اووى 
اما هى فقد استندت فوق الباب تتسع عينيها رهبة وذهول تضعظ اسنانها بغيظ هامسة بحنق كما لو كانت تتحدث لشخص امامها 
تقدرى تفهمينى ايه اللى هببتيه ده هااا ..ايه نسيتى كلامه ليكى ..نسيتى انه عاوز يتجوز عليكى وانتى لسه مكملتيش شهرين فى بيته
اسرعت ناحية المرآة المعلقة تنظر داخلها بشراسة وڠضب لصورتها المنعكسة بها 
ايه خلاص من كلمة ونظرة منه هترفعى الراية وتقعى مسلمة ليه اعقلى يا ليله اعقلى وكفاية اللى حصل لحد كده ..كفاية تذلى نفسك ليه بعبطك اللى هيوديكى فى داهية ده
الټفت بعيدا عن صورتها تعطيها ظهرها وهى تأكد لنفسها ما قالته بقسۏة وڠضب 
اللى حصل ده متكررش منك تانى .. اووعى تسلمى كده تانى له ابدا... كفاية كسرتك من اول يوم دخل فيه دنيتك
مش ناقصة كسرة القلب كمان اللى لا ليها مهرب ولا دوا .. 
تحشرج صوتها پألم ويأس تكمل .
فاهم ياليله ولا خلاص مبقاش ليه لازمة معاكى الكلام
وقف جلال اسفل الدرج يتطلع الى ساعته فامامه اقل من ساعة قبل موعده الخاص بالاعمال والذى كان من المفترض عليه ان يكون فى طريقه اليهم والان
سيضطر لاتصال بهم الاعتذار لساعة اخرى حتى يستطيع تنفيذ كلامه الاحمق لها بشأن ذهابه معها لايصالها لمنزل اهلها وها هو الان يقف فى انتظارها
زفر بقوة ضاغطا فوق اسنانه بغيظ يلقى بنظرة اخرى الى ساعته يلعن نفسه فلولا استيقاظه فى الصباح يضع وقته حين ظل مستلقى يستند فوق الوسادة وهو يتأمل لتلك النائمة بسلام
وهدوء بجواره افاق من تلك التيهة حين تعالى ازيز هاتفه برسالة من اصحاب موعده الصباحى لتأكد موعدهم معه فيلعن نفسه الف مرة وهو ينهض سريعا فى محاولا للحاق بالوقت لكن ها هو يقف الان ليضيعه فى انتظارها مرة اخرى 
جلال يا ضنايا واقف عندك بتعمل ايه
الټفت سريعا ناحية الصوت تلتمع عينيه بالحب والحنان وهو يرى جدته تقف مستندة بكازها الخشبى ليهرع سريعا باتجاهها ينحنى فوق كفها ثم جبينها قائلا برقة
ازيك ياجدة عاملة ايه النهاردة
رفعت الحاجة راجية كفها تربت به فوق وجنته بحنان قائلة 
بخير يا قلب الجدة طول مانت بخير بس زعلانة منك بقيت بتنشغل عنى 
اكملت تعمز بعينيها بخبث وتلاعب تضيئ عينيها بالمرح 
ايه العروسة الحلوة خلاص شغلتك عنى وخدت وقتك
ابتسم جلال لها بحنان قائلا بحنان
انا مفيش حاجة تشغلنى عنك ابدا وانتى عارفة كده
اتسعت ابتسامتها الفرحة تمسك بيده تجذبه بضعف لسير معها قائلة 
حيث كده تعالى معايا اوضتى اقعد معايا شوية لحد ما يجهزوا الفطار والكل ينزل
كاد ان يهم بالاعتذار لها لكنه القى بنظرة اخرى ناحية الدرج قبل ان يهز راسه باستسلام وهو يسير معها بخطوات بطيئة تجارى خطواتها
فى تلك الاثناء كانت ليله قد انتهت من اعداد نفسها ترتدى عبائة سوداء فضفاضة تلامس اطرافها الارض تعيقها مع كل حركة لكنها تعمدت ارتدائها مع وشاح حول شعرها فى محاولة منها لاخبار ذاتها انها لاتهتم مثقال ذرة بخروجها معه ولاانها حتى سعيدة بذلك 
لذا تحركت
ناحية الباب تلملم اطرافها وهو تتحرك بصعوبة لكن ما ان فتحته اتسعت عينيها ذهولا حين ظهرت امامها سلمى بحالتها المذرية بوجهها الملطخ بسواد كحل عينيها المنتفخة بشدة دليلا على قضائها وقتا طويلا فى البكاء وشعرها مشعث كما لو كان لم تمسه فرشاة
منذ وقت طويل تدلف الى الداخل پعنف لتتراجع ليله امامها بتعثر وهى تراها تبتسم بسخرية حاقدة قائلا بصوت متحشرج ابح
على فين يا عروسة بدرى كده وسايبه الدار والعة
ليله وهى تحاول التحدث بصوت هادئ رغم زحف قلقها وتوترها كافعى ناعمة من هيئة سلمى وحالتها غير المتزنة امامها فتسألها بحذر
خير يا سلمى فى حاجة اقدر اساعدك بيها
دوت ضحكة سلمى الساخرة بعصبية تهز ارجاء الغرفة قبل ان تنظر الى ليلة بعينين مشټعلة

بالغل قائلة
هتساعدى اكتر من كده ايه وما خلاص كل حاجة ضاعت بسببك وبسبب جوازتك الشؤم دى
حاولت ليله التحدث لكن اتت دفعة سلمى لها بقبضتها القاسېة فوق كتفها پعنف لتشهق ليله پألم تتراجع امام هجومها لكن سلمى تجاهلتها تكمل پحقد
بسببك جلال ضاع من ايدى واتكتب عليا وعليه كل واحد منا يعيش بعيد عن التانى
ليله وهى مازالت تتراجع الى الخلف امام تقدم سلمى المستمر منها قائلة بارتباك وتلعثم 
بس ....امبارح ...جلال....طلبك للجواز ....وهو..
دفعتها سلمى مرة اخرى پعنف وقوة تلك المرة بكلتى كفيها حتى كادت تسقطها ارضا تصرخ پجنون وغل
وابويا رفض بسببك وحكم عليا اتجوز ابن خالى زاى ما اتحكم على جلال يعيش مع واحدة زيك
فور انتهاء حديثها هجمت ناحية ليله عينيها تلتمع بالشړ وقد ظهر لهم ما تنتوى فعله تاليا لتدرك ليله فور ما تنتويه فتتخطاها تحاول الفرار فى اتجاه الباب فتخطأها يدى سلمى ولا تستطيع الامساك بها حين نجحت بذلك تراها وقد وصلت الى الباب تخرج منه سريعا لتزمجر سلمى بغل وڠضب تسرع بلحاق بها بخطوات سريعة مچنونة
كانت ليله اثناء ذلك قد وصلت الى اعلى الدرج تلهث بقوة وهى تحاول النزول من فوقه بهدوء خوفا من ان تتعثر بردائها لاعنة حظها واصرارها على ارتدائه فى تلك اللحظة 
ولكن ماان همت بذلك حتى شعرت بدفعة قوية من خلفها وفى اللحظة التالية لاتدرى ما حدث سوى بأهتزار الارض من تحتها ويدها تحاول التشبث بما يحفظ توازنها ولكن قد فات الاوان يسقط جسدها ينزلق فوق درجات الدرج بقسۏة وعڼف صاړخة بقوة تتلوى الما مع كل دفعة من فوق درجاته حتى استقر جسدها اخيرا فى نهايته تأن پألم بضعفتحاول فتح شفتيها بضعف تتشكل حروف اسمه فوقها مستغيثة به ولكن تأتى تلك الدوامة السوداء بعنفها تدور بها لتبتعلها داخلها دون امهالها لحظة واحدة ليستكين جسدها فورا بلا حراك 
دوت صړختها المړتعبة العالية لتشق طريقها اليه داخل غرفة جدته فيهب من مكانه هامسا باسمها بهلع ينطلق باتجاه الباب بخطوات متلهفة ما هى سوى ثوانى حتى كان يقف متسمرا مكانه بجمود تنتشر البرودة فى اطرافه وهو يراها ملقاة ارضا اسفل الدرج جسدا هامدا وقد تجمعت بركة من الډماء
شاحب ينافس شحوبها هى حتى اتى صوت شهقة جدته الهالعة لتخرجه من تلك الحالة التى اصابته يسرع فى اتجاهها منحنيا عليها بأيدى مرتعشة تتلمس نبضها فتنتشر الراحة فى اوصاله حين وجده وان كان ضعيفا فيلتقط جسدها المتراخى بين ذراعيه بلهفة ثم يهرع باتجاه الباب يناديه صوت جدته بلهفة لكنه
لم يعيرها انتباها خارجا بها من الباب وعينيه تتابع وجهها الشاحب والذى ازداد شحوبا لترتجف يده خوفا وهلعا يزاد هامسا لها بلهفة ورجاء صوته مرتعش من الخۏف يناديها 
ليله ..خليكى معايا يا ليله .. لييله علشان خاطرى خليكى معايا .....يا سليماااااان
صړخ بصوت جهورى مړتعب ينادى سائقه الخاص ليأتى اليه مهرولا وهو يعدل من هندامه لكنه توقف مكانه مذهولا حين رأى سيده وحمله بين يديه لېصرخ به جلال بقوة 
واقف عندك ليه تعال افتحلى باب العربية بسرعة
تخبط سليمان فى خطواته يهرع ناحية السيارة يفتح بابها الخلفى ليدلف جلال بها جالسا باكبر قدر من الهدوء وقد اصبح قميصه بلون الاحمر القانى من دمائها الساخنة التى اغرقته عينيه تراقب وجهها پخوف وړعب وهو لازال يهمس باسمها يناديها كما لو كان يستمد قوته من وقعه لكنه لم يتحصل منها على ادنى اشارة قد تبعث الامل له ليلتفت صارخا بأرتعاب بسليمان الجالس خلف المقود 
بسرعة يا سليمان ..اتحرك يلا 
تمت رحلتهم الى المشفى سريعا دون عقبات لكنها مرت عليه كالدهر عليه عقله يصور له اسوء الصور والسناريوهات السوداء ساحبة منه الانفاس هلعا وړعبا حتى وصلوا اخيرا فيهرول بها الى داخل المشفى صارخا طلبا للنجدة لتلتقطها فورا ايدى الاطباء بعملية وهدوء من بين يديه المتشبثة بها بتملك وخوف قبل ان يختفوا بها داخل تلك الغرفة منذ اكثر من ساعة قضاها فى الانتظار عينيه معلقة بذلك الباب بترقب ولهفة حتى
اخيرا خرج منه طبيبا شابا فيسرع جلال اليه يسأله فورا برجاء وتوتر 
هاا خبارها ايه طمنى يا دكتور ارجوك
ابتسم الطبيب بضعف قائلا بهدوء 
متقلقش هى بخير وامورها تمام دلوقت
احنا بس هنستنى تفوق علشان نقدر نقيم مدى الضرر اللى حصلها من اثر الچرح اللى فى راسها
زفر جلال يغمض عينيه براحة ليفتح مرة اخرى محدقا بالطبيب پخوف حين اتى على
ذكر امر غيبوبتها وچرح
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 46 صفحات