الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة

انت في الصفحة 46 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


بالشفقة عليها 
أهدي يا طنط ومتعيطيش وأن شاءالله كل حاجة هتتصلح 
نظرت له نبيلة بحزن 
هى فين سهيلة هنا ولا رجعت مصر تاني 
هز حمدي رأسه نافيا 
لأ موجودة هنا ونايمة في الفندق بعد ما تعبت من كتر العياط والزعل 
مسحت نبيلة عبراتها بكفيها ونظرت لحمدي تسأله 
ممكن اعرف أنت ليه واقف معاها وليه بتساعدها 

زين حمدي وجهه بابتسامة حانية 
لأني بقدرها وبحترمها 
ثم فرك جبينه بتوتر 
وكمان بحبها دا بعد أذن حضرتك طبعا 
شردت نبيلة للحظة ثم سألته مرة أخرى وهى تدقق في تعابير وجهه 
ويا ترى هتقدر تتقبلها بعد ما عرفت ماضيها مش هتخاف لتكرر معاك اللي عملته معايا مش هتعيرها بغلطها عند أول مشكلة تقابلكم ولو سامحتها وتقبلتها هتقدر تتقبل أن أمها مجرد ست بسيطة بتبيع شاي وقهوة وحاجة ساقعة على كورنيش البحر 
رفع حمدي عينيه لها وقال في ثبات وقوة 
من ناحية متقبلها فانا متقبلها من زمان ومش فارق معايا اللي حصل لها حقيقي وسبب مجيي معاها النهاردة هو أني أطلب إيدها منك ولو وافقتي كنت هسافر القاهر وأجيب ماما ونيجي نتقدم لحضرتك رسمي 
هزت رأسها بحزن وأعادت سؤالها عليه 
مكملتش جواب على باقي السؤال يا بيه 
أبتسم حمدي لها لكي تطمئن 
انا مش هقولك أن الحياة بنا هتبقى وردية أكيد هيكون فيها مشاكل بس مش هتوصل للمعايرة لأن انا أدرى واحد باللي مرت بيه وشافته سهيلة أحتاجت وقت كبير أتعالجت فيه عند دكتور نفسي عشان ترجع لطبيعتها من تاني انا عايشت دا كله معاها وشوفت أنهيارها نتيجة ندمها وكمان تجربة هارون مع سدرة أدتني درس أني محكمش على الكتاب من عنوانه سهيلة بنت رقيقة وطيبة وصغيرة وأنت كنت قافلة عليها بزيادة وشديدة معاها ودا اللي خلاها تدور على الحب والأهتمام عند أول حد قالها كلمة حلوة وحظها وقعها مع واحد معندوش ضمير يبقى ليه نشيلها الذنب كله ليه منديهاش فرصة تانية تثبت فيها لينا
ولدنيا كلها أنها فعلا كويسة واللي عملته مجرد زلة وقعت فيها وأخدت منها درس عمرها ما هتنساه وانا بالنسبة ليا يكفيني دفاعها عن شرفها لدرجة أنها كانت هتقتل عشان تحمي نفسها وانا بكل ثقة بقولك وانا في كامل عقلي ووعي يشرفني أني أطلب منك إيد بنتك سهيلة لأنها هى دي الوحيدة اللي أقدر أأمنها على أسمي وشرفي أما حكاية أن أمها ست بسيطة بتعمل شاي وقهوة على الكورنيش فادي حاجة تشرف سهيلة وتشرفني انا كمان لأن حضرتك ست مكافحة وشريفة كفلتي ولادك الأيتام وربتيهم أحسن تربية بشرفك ومن عرق جبينك والله يا طنط ومن غير مجاملة أو كڈب انا بفتخر بحضرتك وأتمنى أنك توافقي على جوازي من بنتك عشان تبقي حماتي فعلا وأمي التانية 
أنهمرت عبرات الفرح من عيني نبيلة وهى تبتسم له بعدما أسعدها كلامه عن أبنتها وشعرت بصدقه في كل كلمة قالها فأومأت له عدة مرات 
موافقة انا موافقة يا أبني 
أتسعت ابتسامة حمدي بسعادة ورفع وجهها ممتنا حامدا لربه لتوفيقه إياه في تليين قلبها وجعلها تسامح سهيلة فعلا نظر لها حمدي وأمسك بكفها يلثمها بحب 
شكرا ليك يا ست الكل حقيقي مش عارف أقولك أيه انا فرحان قوي قوي ولسه سهيلة كمان لما تعرف أنك سامحتيها ووافقتي على جوازنا مش هتصدق نفسها وهطير من الفرحة استني انا هتصل عليها أكلمها وأقول ليها وأخليك تكلميها كمان 
أمسكت نبيلة يده التي بها الهاتف ونظرت له تهز رأسها بنفي 
لأ متتصلش بيها دلوقتي انا صحيح وافقت على جوازكم وسامحتها بس سبني أستعد نفسيا انا كمان عشان أقدر أكلمها ولما أشوفها أخدها في حضڼي وانا قلبي مش شايل منها خليها بكرة الصبح لأن هقضي الليلة في الصلاة والدعاء لربنا أنه يلين قلبي ويخليني أسامحها وأقدر أتقبلها من تاني 
أومئ لها حمدي متفهما 
تمام يا طنط خدي وقتك ومنين ما تكوني مستعدة كلميني هجيب سهيلة وأجيلك انا هفضل في الفندق هنا كام يوم لغاية ما تستعدي براحتك 
أبتمست نبيلة بعذوبة 
انا مش هاخد الوقت دا كله أن شاء الله بكرة الصبح بالكتير هكون تمام وياريت متعرفهاش أني عرفت حاجة لغاية ما نتقابل تاني 
زفرة حمدي بقوة وهز رأسه برفق 
حاضر زي ما تحبي يا طنط 
في طريق العودة إلى القاهرة جلست سدرة في المقعد الخلفي تبتعد كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما 
مش هتحكي ليا أيه اللي حصل معاك من بعد ما أتخطفتي وأزاي قدرتي تهربي من زاهر 
أجابته سدرة بحدة ودون أن تلتفت ناحيته 
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني 
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه 
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى 
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر 
لغاية ما تبعد عني وتسبني
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 57 صفحات