الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 14 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


فى ضجر قائلا انجزى شوفى انتى كنتى جاية ليه خلصينى  
حملت الملفات من جديد وبدأت فى عرضها عليه واحدا تلو الاخر كان منشغلا عنها بصراعه الخاص الذي يشتعل مع اي اقتراب منها هو يريد ان ينكر انها بالفعل مميزة وذكية وجميلة واضافة كبيرة لاى مكان تعمل به يريد أن يخضعها لتصنيفه الخاص لأي أنثى يريد ان تظل هكذا بعيدة عن قلبه الذى احاطه باسوار شائكة تمزق اى صورة مثالية لامرأة قبل ان تقترب من ابوابه يشعر بالخطړ وحصونه ټنهار امام رقتها واحدا تلو الاخر ومقاومته تتضاءل وهو يراقب كل شىء فيها باهتمام ولكن لا هى لاشىء هى مجرد امر فرض عليه ليرضى امه وسينهيه فى الوقت المناسب لن ټقتحم انثى حياة يوسف البدرى ابدا  

أما هي فحالتها لم تختلف عنه فصراعها الخاص كان يحتدم بداخلها بدوره بعد ان واجهها والدها بمشاعرها تجاهه كانت تحاول ان تقنع نفسها انه يحتاج للمساعدة فحسب ولكن التساؤلات التى جابت خاطرها لم تجد لها اجابة لماذا هو لماذا جازفت من جديد من اجله لماذا تتحمل فظاظته وتتنازل عن كثير من كرامتها وهو يرفضها مرة بعد مرة لماذا يجمع كل المتناقضات فى آن واحد ترى حنانه واحترامه لأمه وترى فظاظته مع اخرين ترى احترامه معها ومع غيرها من الموظفات وترى وقاحته مع جينا ترى أى ظروف مر بها وتحدث عنها والده لن تهدأ حتى تعلم قصته كاملة وسيعرف ابن البدري من منهما سيربح المعركة  
مر شهر لم تختلف فيه الأمور كثيرا بينهما كل منهما كان يستلذ بتحديه للاخر ولو فى امور بسيطة لم يتوقف عن محاولاته المستمرة لابعادها عن طريقه دون جدوى ألهته محاولاته الدءوبة عن مواجهة تلك المشاعر التى تتسرب الى خلاياه وتتصدع لها اسوار قلبه المحصنة كان يردد دوما بينه وبين نفسه انه يكرهها ويكره وجودها الذى فرضته الاقدار عليها  
اما ايلينا فحتى هذا الوقت لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه فهو لم يعطها اى فرصة تماما اصبح يغرقها فى العمل اكثر واكثر حتى تمل منه ومن تحكماته وفى المقابل كانت تنجز كل ما يطلبه منها فى دقة تثير دهشته واعجابه رغما عنه وفى يوم الخطبة لم يهتم ويعطها راحة وبدورها لم تطلب هذا الامر مطلقا استغرقت فى عملها حين رن هاتفها برقم صوفيا قائلة بصوتها الطفولى مفاجأة انا فى المطار  
نهضت ايلينا فى دهشة قائلة فين ليه مقولتيش يا صوفيا من الاول  
ضحكت صوفيا وقالت كنت عايزة اعملهالك مفاجأة يلا تعالى خدينى  
وضعت ايلينا يدها على رأسها وهى تنظر الى باب مكتب يوسف ثم الى الملفات امامها وتقول طيب صوفيا دقيقة وهرجعلك  
حاولت التحدث الى ابيها فوجدت هاتفه مغلقا ضړبت الارض بقدمها فى غيظ وهي تلقي بهاتفها على المكتب انتفضت فى ذعر حين رفعت بصرها من جديد لتجده أمامها نظر لها في تهكم قائلا مالك شوفتى عفريت  
عادت لهدوئها بسرعة وقالت لا بس قاطعها يوسف وهو يتجه الى مكتبه قائلا ورايا  
وضعت يدها فى خصرها ونظرت الى مزهرية صغيرة على مكتبها وتمنت بالفعل لو جربت متانتها على رأسه فهذا المغرور البارد يثير غيظها الى اقصى درجة  
جلس على رأس مكتبه وانتظرها حتى جاءت لتقف امامه تأملها للحظات دقق في ارتباكها وحيرتها ومنع نفسه بصعوبه من سؤالها عما بها لايريد ان يعترف انه يهتم بأمرها مطلقا قال فى هدوء وبلهجة آمرة انا عاوزك تعمليلى مقارنة بين ارباح السنة دى وارباح السنة اللى فاتت وعاوز تقرير عن كل مناقصة دخلناها وكمان تقرير بالخامات الجديدة اللى قررنا ندخلها فى شغلنا وكمان  
قاطعته في ذهول ثوانى بس ده كله هيتعمل امتى  
رد وهو يسترخى فى كرسيه ببرود النهاردة صمتت وهى تتأمله فى حيرة أهذا الرجل مختل أم يدعي الاختلال فواصل فى ظفر امتزج پشماتة ومش هتمشى غير لما يكون الورق ده كله قدامى يا يا عروسة  
اغمضت عيناها في قوة هكذا اذن !! يتحداها كالعادة فليكن تنهدت قائلة تمام يافندم بس لو ينفع بس ممكن استئذن نص ساعة بس عشان قاطعها باشارة من كفه قولت مش هتتحركى قبل ما تخلصى كل اللى طلبته منك  
زفرت فى ضيق وشعرت انها بالفعل فى مأزق حقيقى وماذا تفعل مع صوفيا التي تنتظر وحيدة في المطار لن تترك الفتاة هكذا مهما حدث ستتنازل عن جولتها معه هذه المرة فقط وساحة المعركة لازالت أمامها طويلة كادت ان تنطق لولا ان فتح الباب وظهر زين من خلفه فتنهدت فى راحة وهى تسرع اليه قبل ان يدلف للداخل ابتسم لها قائلا حظى حلو النهاردة كدة انى اشوفك بس فيه عروسة بتيجى شغلها يوم خطوبتها  
ابتسمت قائلة نعمل ايه بقا  
واضافت فى خفوت وهى تميل للامام قليلا حكم القوى  
ضحك زين وهو ينظر الى يوسف الذى الټفت اليه بضيق لا يجد له مبرر اقتربت ايلينا منه وهمست فى رجا ء زين ممكن اطلب منك خدمة  
اشار زين الى عينيه قائلا من عيونى اؤمرينى  
ابتسمت فى امتنان قائلة متشكرة جدا بعد ماتخلص مع يوسف ابقى عدى عليا  
وخرجت ليتقدم هو جالسا امام اخيه وهو يقول ده انت مفترى منزل البت يوم خطوبتها  
تنحنح يوسف وهو يحاول ان يخفى علامات الامتعاض على وجهه نظر الى الباب لحظات حيث خرجت ايلينا وقال عاجباك ايلينا يا زين  
نظر زين الى الباب دون ان يدرى ما رمى اليه اخوه وقال بصراحة نادر لما تلاقى حد زيها دلوقتى  
نهض يوسف من على رأس مكتبه ليجلس مقابلا لاخيه قائلا فى تردد زين انت معجب بايلينا  
قطب زين حاجبيه وقال فى حدة انت بتقول ايه يا يوسف الحاجات دى مفيهاش هزار  
قال يوسف وهو يميل اليه ليتمعن به أكثر هو لم ينسى مطلقا حماس أخيه لها من البداية لا ينكر أنها تشبهه كثيرا في طباعه انا مش بهزر لو ايلينا عاجباك خدها يازين  
تمعن زين بأخيه للحظات قبل ان يقول فى جديه بص بقا ايلينا بنت يتمناها اى حد لكن انا مش هبص لواحدة هتبقى مرات اخويا ومش بس كدة دى حبيبته كمان  
اعتدل يوسف وقال فى صدمة أربكت نبرته ولعثمتها حببية مين يا زين هوا انا بطيقها اصلا  
ابتسم زين لارتباك اخيه وقال انت لسة فى مرحلة المقاومة يا يوسف بس بعد فترة هتستسلم وهتبطل تعاند حبك ليها اللى بيكبر جواك المفروض تحمد ربنا ان مشاعرك ورطتك مع الشخص الصح مش تفضل تعاند  
تنهد يوسف وهو يشيح بنظره بعيدا قائلا انت بتقول اى كلام يازين انا مش بعترف ان فيه حاجة اسمها حب اصلا  
ضړب زين بكفيه على فخديه وهو ينهض فى بطء قائلا بكرة تشوف يا يوسف واستدار ليذهب وقبل ان يفتح الباب الټفت لأخيه قائلا ابقى ارحم الغلبانة اللى برة دى شوية ملهاش اى ذنب فى الصراع اللى جواك ده  
تنهد يوسف وهو ينظر الى اخيه الذى غادر وتركه يردد فى نفسه ملهاش ذنب شكلها هتبقى الذنب نفسه  
دق زين على مكتب ايلينا فى رفق فرفعت رأسها اليه قائلة جيت فى وقتك نظر الى الملفات المتراكمة حولها قائلا ايه ده كله  
اشارت برأسها الى غرفة اخيه في حنق وقالت اسأله  
ابتسم زين للحرب الباردة بينهما فقالت ايلينا خلينا فى المهم انا بنت خالتى رجعت من باريس وحاليا فى المطار واخوك منعنى استئذن  
قطب حاجبيه في ازعاج وهو يهم ان يعود الى اخيه ايه الكلام الفارغ ده اوقفته ايلينا وهى تقول ارجوك يا زين مش عاوزة حد يتدخل هوا فاكر انى مش هستحمل وانا هوريه انى هقدر بس صوفيا واقفة فى المطار بقالها نص ساعة ودى اول مرة ليها فى مصر  
رفع زين حاجبيه قائلا صوفيا !! 
هزت ايلينا رأسها قائلة انا بعد اذنك طبعا ادتلها رقمك وشافت الصورة اللى انت حاططها على الواتس اب وهتعرفك عارفة انى هتعبك بس انا بحاول اكلم بابا وهو مش بيرد  
ابتسم زين قائلا في رفق تتعبينى ايه بس يا ايلينا انتى من النهاردة تعتبرينى اخوكى ولما تحتاجى اى حاجة هتلاقينى جنبك ولو اللى جوة ده مزعلك انا مستعد ا  
قاطعته ايلينا وهى تضحك قائلة اللى جوة ده سيبهولى ونظرت الى ساعتها لتضيف يلا بقا البنت وقفت كتير فى المطار  
جلست صوفيا على احدى حقائبها وهى تنظر الى ساعتها للمرة الألف وتزفر فى ملل رفعت الهاتف فى تلقائية وهى تنظر الى صورة زين من جديد قائلة اتأخرت ليه زهقت من الوقفة بقا 
وبعد دقائق كان زين فى قاعة الانتظار لايدرى عما يبحث تخيل ان يجد نسخة اخرى من ايلينا فى ردائها وطريقتها وبتلقائية بحث عن اى فتاة محجبة فى المكان فلم يجد سمع صوت أنثوى ناعم من خلفه يقول مساء الخير  
الټفت الى الصوت ليتفاجىء بفتاة لاتشبه ايلينا على الاطلاق فملامحها كانت اوربية صميمة بيضاء البشرة صافية لا تخفيها بأى من مساحيق الزينة شعرها اشقر ترفعه للاعلى على هيئة كعكة صغيرة فوق رأسها ليعطيها مظهرا طفوليا اما عينيها فقد اربكته حين نظر اليها فلاتوجد كلمة تصف انه بالفعل غرق فى جمال لونها الاخضر العشبي الساحر وبريقها الذى كاد يفقده توازنه ومع ذلك فقد اشاح بوجهه في ضيق من ملابسها المٹيرة فقد ارتدت سروالا ضيقا من الجينز يكاد ينفجر صادحا بما يخفيه وفوقه قميص قصير يحدد انحناءات جسدها بشكل ملفت للنظر وبالكاد يصل الى خصرها انتشله صوتها من افكاره وهي تقول انت زين مش كدة  
هز رأسه قائلا صح 
تأملته لحظات قبل ان تقول فى بساطة وهي تصفق بكفيها انتى احلى كتير من الصورة  
رفع زين حاجبيه وخفضهما فى دهشة من جرأتها بالفعل تختلف عن ايلينا تماما انتبه الى نظرات الرجال التى كانت تحدق بها فى اعجاب وانبهار واضح فزفر فى ڠضب وهو يتجه الى حقائبها قائلا يلا بينا  
والى جواره ركبت السيارة تتابع العالم من حولها فى بهجة وليد يستكشف الدنيا من حوله هتفت فى سعادة مصر حلوة اوى كنت فاكراها مجرد صحرا  
رد فى اقتضاب ده اللى بيصورهولكو هناك  
نظرت له فى حيرة لقد اخبرتها ايلينا عن فظاظة يوسف ولم تتوقع مطلقا ان زين نسخة اخرى منه اما هو فقد كان يحاول اخفاء حيرته وصډمته لم يتخيلها بهذا التحرر هل هى ليست على نفس الدين اصابه
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 81 صفحات