الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 17 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


والنهاردة كمان كانت  
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا 
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة  
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك  
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار 
تانى احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص  

ردت فى اصرار غريب 
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك  
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها فى جديه 
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ بيتجوز اخته ولا ايه  
ردت والدموع تلمع بعينيها 
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة  
تنهد زين في نفاذ صبر 
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك  
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب 
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك  
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة 
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى  
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها 
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب  
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا  
حك ذقنه بسبابته قائلا 
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة  
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن 
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين  
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال 
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة  
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه 
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو  
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم 
مش ملاحظة انك مزوداها معاه  
ردت في استنكار واضح 
مع مين وقصدك ايه  
رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين 
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس  
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة 
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده  
تابع وكأنه لايسمعها 
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى  
وكعادته فى غضبه لاينتبه ابدا لما يتفوه به وهى لم تستطع ان تبتلع اهانته هذه المرة حبها له منعها من مواصلة تلك اللعبة التى تأخذ كثيرا من كرامتها وهى تفرض نفسها عليه مرة بعد مرة بل الأدهى يتهمها بعلاقة مع أخيه يعرف جيدا برائتها منها فقط ليتملص من ارتباطهما فى الماضى تحملت ولكن الان وهى تعى تماما حقيقة مشاعرها لم تستطع رفعت رأسها فى شموخ تخبره 
انا بقول كفاية لحد كدة لما توصل للدرجادى يبقى كل حاجة بينا تنتهى احسن  
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة  
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن 
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى  
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها  
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد  
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به  
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة  
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي  
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب  
يوسف مبتردش على تليفونك ليه  
والټفت الى ايلينا في قلق ساده ترقب وهو يقول  
عمك سمير تعب شوية ونقلناه المستشفى  
احتضنت صوفيا كف ايلينا بين راحتيها وهي تقول فى حنان 
اهدى يا ايلينا عمو محمود هيبقى كويس ان شاء الله  
التفتت ايلينا فى ألم الى علي الجالس جوارها مطرقا فى حزن معاتبة  
تبقا عارف يا علي وما تقوليش  
رد علي فى هدوء 
دى كانت رغبته يا ايلينا  
هتفت فى ضيق  
رغبته  
اقترب حينها محمود ليربت على كتفها فى رفق مواسيا  
ايوة يا ايلينا باباكى مكنش عايزك انتى بالذات تعرفى حاجة عن مرضه  
والټفت الى يوسف الذى وقف يستند الى الحائط ليحثه باشارة من عينيه على النطق بأي شىء ولكن ناظريه المعلقين بايلينا لم يلتقطا اشارته بل تابعاها في صمت تؤلمه دموعها الحبيسة ېقتله حزنها وخۏفها فى وجوده كم تمنى لو أزاح صوفيا جانبا واحتواها بين ذراعيه حتى تهدأ كم تمنى لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات  
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه  
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته  
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى  
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها  
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا  
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم  
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير  
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله  
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة  
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا  
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم  
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح  
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار  
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه  
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته 
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى  
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى ڠضب  
انت بتتكلم بصفتك ايه انت بالذات مش هقبل منك حاجة احنا نهينا كل حاجة بينا خلاص نسيت ولا ايه  
وزع محمود نظراته بينهما ليسأل في حذر 
نهيتو ايه ايه الكلام الفاضى ده هوا شغل عيال ولا ايه بتتصرفو من دماغكو ملكوش كبير اسمعو بقا مجرد ما سمير ما يفوق هيتكتب كتابكو وده بناء على رغبته  
التفتت له ايلينا فى تمعن لتتبين صدق ما قاله اهذه خطة جديدة ام ماذا فليكن الأمر ما يكن لقد اكتفت منه وانتهى الأمر  
حضرتك بتقول ايه  
هدأمحمود من نبرته واقترب ليمسك بكتفيها فى رفق هامسا  
حبيتى باباكى عاوز يطمن عليكى وهوا ده اللى حصل صدقينى وهتتأكدى بنفسك اول ما يفوق ان شاء الله 
الفصل العاشر 
نظرت الى يوسف وتذكرت كلامه الچارح صباحا ورفضه المتكرر لها مرة بعد اخرى واتهامها بالتساهل مع أخيه ألجمت انتفاضة كرامتها مشاعرها هذه المرة وانفردت بالقرار فاختنق صوتها وهي تضع النهاية غير قابلة بحلول أخرى مطلقا  
لا ياعمى اسفة مش هفرض وجودى على حد تانى اتفاقنا لحد هنا وانتهى  
والټفت اليه ترمقه بنظرة عاتبه لتذهب من أمامه  
دوى صدى كلمتها في اذنيه اتفاق !!! أي اتفاق دارت كل الأحداث الماضية في رأسه لتتلاحم مع جملتها الأخيرة متأهبة أن تعطه اجابة صريحة على سؤال طالما طرحه عليها ورفضت اعطاءه ولو توضيح الټفت الى ابيه ينهي حيرته  
اتفاق ايه اللى بتتكلم عنه  
زفر محمود فى ضيق يسأله بدوره  
انت فعلا قولتلها انها مفروضه عليك  
ازدرد يوسف لعابه ليقاوم ألمه وهو يتذكر ما أخبرها به صباحا فأشاح بوجهه في توتر ففهم محمود ان ولده قد قال ما هو أبشع فتنهد ليخفى ضيقه ويخبره في لوم 
بص يا يوسف ايلينا الف مين يتمناها واذا كنت فاكر ان احنا فرضناها عليك فالعكس هوا اللى حصل  
نظر له يوسف فى حيرة لم يتركه
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 81 صفحات