الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 41 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء  
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول  
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره  
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة  
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته  

سار خطوتين حتى وصل الى الفراش  
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها  
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة  
ضحكت في رقة  
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة  
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا  
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف  
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة  
ردت فى دلال  
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة  
ابتسم في رضا  
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين  
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس  
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة  
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك  
همست في سعادة 
وانت كمان مع السلامة  
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة  
ايلينا  
ايوة يا يوسف  
بحبك بحبك اوى 
سمع صوت قبلتها تتسلل الى أذنه عبر الهاتف فأغمض عينيه شوقا الى ملمس شفتيها على وجنته فتنهدت في عمق لتخبره وكأنها تشاركه الاحساس ذاته  
وأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر  
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه  
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه الټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة  
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية  
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن المشاعر لوجدها فى قمة الأنوثة والاڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطالعه پانكسار وحزن تتهمه بالخېانة فقط لو نظر اليها  
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة مجرد ابتسامة مجرد  
حمد لله ع السلامة  
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها التالية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها المتلاحقة  
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة  
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه  
اقتربت منه وهي تشب على أطراف أصابعها محاولة الوصول الى مستواه لتحيط عنقه بذراعيها هامسة في بطء واڠراء  
بقولك حمدلله ع السلامة  
واراحت يدها على صدره تحاول العبث ببعض ازرار قميصه فنظر الى كفها وأزاحه فى عڼف هاتفا فى تهكم 
سمر هو انتى مبتزهقيش طريقتك دى عمرها ما هتجيب نتيجة معايا  
زمرت شفتيها وتراجعت فى احباط  
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة  
مال اليها يخبرها بابتسامة 
متقلقيش الموضوع مش هيطول اكتر من كدة  
وقبل ان تبتسم اضاف فى حدة  
قريب اوى هنتطلق  
تراجعت خطوتين وازدردت ريقها فى ارتباك  
نتطلق ليه وازاى  
هز كتفيه وهو يلقي بسترته في عشوائية 
عشان الوضع اللى احنا فيه لازم ينتهى خلاص كل حاجة خلصت  
وعقد ساعديه على صدره مواصلا  
انتى عارفة من الأول ظروف جوازنا كانت ايه مهواش جواز اصلا احنا عملنا كدة عشان ننقذ شرف العيلة مش اكتر متخدعيش نفسك احنا مش اتنين بنحب بعض وبينهم مشكله هتاخد وقتها وهتتحل  
اسرعت تقف امامه وهي تضم كفيها الى صدرها تترجاه 
زين انت ليه مش عايز تصدق انى محبتش فى حياتى غيرك هتفضل لحد امتى تحاسبني على اللى فات  
رمقها في تقزز كأنه يكره أن تلوث الحب الذي يعرفه وعاشه بكل تفاصيله بحديثها عنه وفهمها الضيق له 
حبتينى ازاى اللى بتحب حد حتى لو من طرف واحد مستحيل تقدر تسلم نفسها لحد تاني وشرد بعينيه وهو يتخيل حوريته أمامه  
يسترجع كل لحظة عاشها معه ليعود خواءه من بعدها يؤلمه ويخنق نبرته 
الحب حصن عالى بيخليكى تحسى ان كل جزء فيكى مملوك للى بتحبيه ومش من حق اى حد ابدا انه يشاركه فيكى اللى بيحب حد مستحيل يقدر يتخيل نفسه مع غيره  
واغمض عينيه فى مرارة ليفتحها من جديد مضيفا في قسۏة اراد بها مداواة وجعه بايلامها هي 
مش هيفع نكمل مع بعض مش هينفع يا سمر  
مررت يدها فى شعرها بعشوائية  
زمرت شفتيها المرتجفتين للحظات في محاولة للتغلب على ارتجاف نبرتها قبل أن تسأله  
يعنى لو مكنتش سلمته نفسى كان ممكن نكمل حياتنا سوا  
ولأنه يهوى ايلامها بكل طريقة لم يعطها الاجابة الحقيقية  
اعطاها أخرى مزيفة بزيف كل حياتها معه 
يمكن وقتها كنت قدرت أصدقك ونعيش زى اى زوجين  
اعطته ظهرها وهى تفرك يديها فى توتر  
تعالت أنفاسها في جنون و كأنها تسابق افكارها وعلى وشك الوصول لخط النهاية  
التقطت مأزرها من فوق الفراش لتغطى به جسدها عقدته بيدين مرتعدتين تحكمه على نفسها اكثر نظرت الى اليمين والى اليسار  
ربما ان الاوان ليعرف كل شىء  
انتظرته طويلا ليعرف وحده ولكن بعزوفه المطلق عنها لم يعد لها بديل  
استدارت محاولة اضفاء التماسك على عبارتها 
طيب لو قولتلك ان مسلمتش نفسى لحد وان مفيش حد لمسني اصلا  
قطب حاجبيه وكأن الكلام لم يصله بعد او تعامل معه كأنها تهذى بما تتمناه ليرد باستهتار 
افندم  
اقتربت منه فى حذر وهي تقول بسرعة كأنها تخشى التراجع 
بقولك مفيش حد لمسنى ولو كنت قربتلى كنت هتتأكد بنفسك من ده  
اقترب منها فى بطء كفهد يترقب القفز على فريسته وهمس في ترقب 
انتى بتقولي ايه محدش لمسك ازاى  
واطبق على مرفقها يجذبها اليه في عڼف هاتفا  
واللى سمعته كان ايه واللى حصل بعدها كان ايه  
واطبق على ذراعها اكثر وهو يكز على اسنانه بنفس القوة وېصرخ بها 
انطقى  
ارتعدت بين يديه للحظات ورغم الألم لم تحاول حتى ان تفلت نفسها من يديه 
الفكرة كانت فى دماغى من قبلها بس مكنتش عارفة انفذها ازاي يومها انت ما اخدتش بالك ان عمى كان وراك بس وقف مع عم فاروق الجناينى شوية وده اللى عطله كنت متأكدة من رد فعلك يازين لو سمعت اللى بقوله حافظاك يا ابن عمي بس انا اخترت الكلام اللى يوصل لعمى اللى انا عاوزاه وانت مكنتش مركز ولا حاسس بحركته وهوا طالع بس انا كنت مركزة وحاسة بيه  
واضافت وهى تنتفض من البكاء فجأة  
انت مسبتليش اختيار يا زين كنت بمۏت وانا بشوفك وياها كنت بمۏت وعاوزة اخد مكان فى حياتك حتى لو ڠصب عنك  
ارخى قبضته عنها فى ذهول غير مصدق لما يحدث أبعد ما يذهب به خياله لايمكن ان يصل به الى ما يسمعه الان  
من تلك التى تقف امامه  
شيطانة  
لا يمكنها ان تكون سمر ابنة عمه هادئة الطباع التى عاشت معهم فى القصر كأخت صغرى ابدا  
كيف تخطط بتلك الدقة والشړ  
كيف يتورط هكذا دون ان يدرى او يشعر طوال تلك السنوات انها كانت مجرد خطة محكمة  
كيف فى بعض الاحيان ظنها ضحېة غرر بها احدهم وكاد ان يشفق عليها احيانا وهو كان أولى الناس بالشفقة تذكر تلك الليلة بكل حذافيرها  
نعم  
سمر كانت تهتف انه السبب وانها لن تسامحه وهو من فرط الڠضب لم ينتبه لشىء ابدا من قولها حتى ان ابيه ابيه  
لا بد ان يعرف بما خططت له ابنة اخيه  
لابد ان يجلده بضميره على مافعل مع صوفيا منذ سنوات  
احكم قبضته على معصمها بقوة حتى انها خشيت ان يكسر فى قبضته 
تعالي معايا 
وبدأ يجرها خلفه وهو يكز على أسنانه 
لازم عمك الفاضل يعرف بعملتك  
حاولت التملص منه قبل ان تصل الى الباب  
عمى عارف عمى عارف يا زين  
ارخى يده من على مقبض الباب بعد ان كاد يقتلعه من فرط الڠضب  
ما كل هذا الجنون  
هل اشترك ابوه فى تلك المسرحية الهزلية الرخيصة هل تولى بنفسه اخراجها والاشراف على اتقان سمر لدورها فيها  
هل كان فخا تعاونت سمر وابوه على دفعه اليه واصلت وهى تتراجع للخلف بينما تمسد على معصمها بيدها الأخرى  
عمى عارف  
وفى لحظة مر على عقلها هذا المشهد الذى جمعها به منذ ثلاث سنوات  
حين طلب محمود من ولده ان يتركه مع سمر اغلق الباب بعد ان تأكد ان ولده اصبح بعيدا عن مرمى حديثهم اقترب منها وامسك ذراعها فى قوة محاولا تمالك اعصابه  
اتكلمى قولى الحقيقة ابنى زين مش ممكن يعمل كدة انطقى  
لم ترد وهي تضع قبضتها الاخرى فى فمها وترتجف في هلع جعله ېصرخ في هلع أكبر  
اتكلمى يا بنتى ريحينى ابنى هوا اللى ضيعك  
هنا اڼهارت ولم تستطع ان تكمل دورها للنهاية فهزت رأسها في هستيريا  
لا لا  
لم يستطع ان يهنأ ببراءة ولده الذي كان متيقنا منها فشرفه قد دهسه غيره انحنى ارضا ليكون فى مستواها  
اومال انتى سلمتى نفسك لمين انطقى وقولى وهجيبه لحد هنا وهخليه يندم ندم عمره عملتى كدة ليه حطيتى راسنا فى الطين ليه  
التقطت كف عمها تقبله في جنون 
ابوس ايدك يا عمى ارحمنى بقا محصلش حاجة محصلش حاجة انا مش قادرة اكمل اللى بدأته  
نظر لها فى ذهول مالذي يحدث بحق الله 
مش قادرة تكملى مش قادرة تكملى ايه  
انتفضت وهى تقص له ما كانت تنوى فعله اڼهارت تماما
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 81 صفحات