الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة ندى محمود

انت في الصفحة 32 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز


فعلى الأقل ستطمئن عليها حين يأتي ويرافقهم هو للمنزل وستتأكد بأن ذلك المترصد لها بالأسفل لن يتمكن من أذيتهم أما هي فأخذت تفتش عن رقمه في قائمة الأسماء وحين وصلت له إخءت تحدق به بتردد تخجل ولا تريد محادثته ولكن ما باليد حيلة فإما هي أو صديقتها التي بالتأكيد ستفشي له بكل شيء إن حدثته حسمت أمرها وضغطت على اتصال ثم وضعت الهاتف على اذنها تنتظر إجابته حتى أجاب بعد وقت محاولا الابتعاد عن صوت الموسيقي والأزعاج الذي حوله 

_ أيوة ياشفق
ألقت نظرة مترددة على صديقتها حين أجاب ثم عادت تتطلع أمامها وقررت أن تدخل في الموضوع فورا دون مقدمات حتى لا تتلعثم وتخطىء في شيء 
_ كرم تقدر تاجيلي دلوقتي .. أنا في المستشفى
ابتعد عن حشد المعازيم تماما حتى وقف أمام المصعد الكهربائي مغمغما في هلع عندما ظن بأن والدتها قد اصابها مكروه 
_ مستشفى !! مامتك تعبت ولا إيه !
همست خفوت وتوتر بسيط امتزج بالحياء 
_ لا أنا روحت الكلية وعربية خبطتني أنا وراجعة بس الحمدلله أنا كويسة وكنت محتجاك تاجيلي بس عشان أنا وحدي ومعيش حد غير صحبتي
ضغط على المصعد الكهربائي حتي يستقل به ويصله إلى الطابق الأرضي هاتفا على عجلة واهتمام 
_ طيب أنا جايلك أهو دلوقتي علطول
دقائق من الانتظار كل منهم الخۏف والړعب ينهشهم نهش خشية من إن يتسلل من بابا المستشفى خفية ويأتي لهم فيأذيهم كانت نهلة تقف على النافذة تتابعه بتركيز دون أن تغفل عنه لحظة وشفق على فراشها تقرض في أظافرها بقلق كدليل على فرط توترها واضطرابها الذي سرعان ما انجلي حين التفتت لها نهلة وقالت مبتسمة في سعادة 
_ كرم جه
أصدرت هي تنهيدة حارة بعد أن سكنت نفسها واطمأنت فهي لا تنكر شعورها بالراحة حين يكون معها ترى فيه الأمان التي افتقدته منذ
ۏفاة أخيها وتراه هو في كل تصرفاته باستنثاء خجله الفريد بالطبع .. طرق الباب نفضها نفضا واعتدلت سريعا في نومتها ورفعت الغطاء إلي أعلى صدرها أما نهلة فاتجهت هي لتفتح له التي استقبلته بابتسامة بشوشة ليبادلها هو إياها مع محاولاته لتجنب النظر إليها دخل وجذب مقعد ثم جلس أمام فراشها وهتف باكتراث لأمرها 
_ إنتي كويسة 
اكتفت بإماءة رأسها له وتتحاشي النظر في وجهه استحياءا منه مهيأ نفسها لاستماع توبيخه الرقيق مثله لها وبالفعل جاء صوته به شيء من الانزعاج 
_ ليه طلعتي وحدك ! احنا مش متفقين إنك متطلعيش وحدك لغاية ما اوصل للحيوان ده
خرجه همسها مرتبكا 
_ محبتش اتعبك معايا والله وأنا روحت وكنت هرجع البيت زي الفل لولا العربية االي خبطتني عند الكلية دي
نظر لصديقتها التي تتابعهم غي نظرات متربكة مثلها ومترقبة لما سينتهي به مطاف هذا الحديث ليعود بنظره لها ويهتف بصوت رجولي خشن 
_ امال ليه لما سألت تحت عند الاستقبال الحاډث حصل فين قالولي عند المقاپر ياريت تقوليلي ياشفق حصل إيه بظبط 
نقلت نظرها بينه وبين صديقتها التي تشير لها بعيناها أن تخبره ولكنها أبت وصممت على موقفها حيث هتفت مخترعة كڈبة تحاول الهرب بها منه فما كان كذبها عليه إلا أنه زاده تأكيد بأن حصل شيء وهي لا تريد أخباره وربما يكون لعدم ثقتها فيه أو أنها لا تريد تدخله أكثر من ذلك هذا ما كان يحدث به نفسه .
هتفت بتلعثم واضح في اضطراب كلماتها 
_ مقاپر !! لا يمكن هما غلطوا أنا مروحتش أصلا غير الكلية !
هب واقفا وقال بصلابة وضيق من محاولاتها الفاشلة للكذب هل تظنه غبي وأحمق لكي يصدق كل هذا الحمق ! ولكنه لا يتمكن من إجبارها على شيء لا تريده وإن كانت لا ترغب أن يساعدها فلها القرار هو حاول اقصى جهده لكي يحميها ولكنها ترفض وليس له الحق في إعطائها اوامر 
_ طيب ياشفق لما تكوني محتجاني اتصلي بيا وأنا مش هتأخر عليكي يلا عشان اوصلك إنت وصحبتك للبيت أمك قلقت عليكي وخلت جيرانكم اللي قاعدة معاها تكلمني
أطرقت رأسها في خزي وخنق عندما لمست نبرة الڠصب والانزعاج من كذبها عليه لا تعرف بما فكر ولكن حتما انزعج منها بشدة اسرعت نهلة نحوها لتساعدها في الوقوف عندما انصرف هو من الغرفة لينتظرهم بالخارج وتمتمت لها باغتياظ من

غبائها 
_ غبية إنتي مش شيفاني بشاورلك عشان تقوليله عنده حق يضايق الله اعلم فكر ازاي انا الصراحة لو مكانه هقول إنك مش واثقة فيا
رمقت صديقتها بنظرة ضعيفة وعاجزة عندما تفوهت بآخر كلماتها وداهمتها مشاعر الندم لكذبها عليه ولكنها تصنعت التجاهل واستندت عليها حتى لملموا أشيائهم وغادروا معه واستقل هو بالمقعد الأمامي في السيارة وهما في الخلف ثم انطلق بالسيارة يشق بها الطرقات دون أن تنحرف عيناه حتى بالخطأ في المرآة العاكسة عليهم !! .
تتابع الجميع من حولها أهلها وأقاربها في كامل سعادتهم حتى أبيها الذي جاء صباح اليوم ليحضر خطبة ابنته كان منذ قليل
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 115 صفحات