الخطايا
كويسة.......
هزت رأسها وهي تدلى من السيارة بخطوات مترنحة وقالت بنبرة غير متزنة بالمرة وهي تتحسس چرح جبهتها
أنا تمام ...
لتضحك ساخرة وهي تتطلع لذلك الحارس الذي خرج لتوه مطرق الرأس وكأنه ينتظر توبيخها ولكنها لن تفعل فهي تعلم أنه مجبور على تنفيذ أوامر الآخرى لتتنهد و تحول نظراتها تشاهد فداحة فعلتها وتستأنف
ربعت زوجة أبيها يدها على صدرها وقالت بنبرة مشككة وهي ترمقها شذرا
أنت كمان
هزت ميرال رأسها وأجابتها بلامبالاة كي تقطع الشك باليقين ولا تدع لها مجال للنقاش
ايوة سکړانة ....ممكن بقى تسبيني اطلع انام علشان مش شايفة قدامي
ردت دعاء زوجة أبيها متهكمة
يعني مش كفاية راجعة بعد نص الليل لأ وكمان سکړانة وقلقتي كل اللي في القصر...... ومش عايزة حد يكلمك ده أيه جبروتك ده يا ميرال انا اول ما يوصل باباك من السفر هقوله ومش هسكت
لتقول قبل أن تدلف للداخل تحت نظرات دعاء المغتاظة
زفرت دعاء بغيظ وهي تنظر لآثارها بينما بينها وبين ذاتها قد قررت أنها لن تصمت وسوف تخبر زوجها بكل شيء حين عودته في صباح الغد
أما هي فقد استيقظت على صوت هاتفها المزعج الذي لن يكف عن الرنين لتتناوله بتأفأف وترد بنبرة ناعسة
الو
نادين مش بتردي انت وماما ليه قلقت عليكم !
هااااااااا ....انا ........كنت نايمة
طب و ماما فين
لطمت خدها بخفة وهي تتذكر فعلتها بلأمس لتماطل و تركض لغرفة ثريا كي تطمئن ان لم يصيبها مكروه لتزفر براحة ما إن وجدتها تجلس تؤدي فرضها
نادين روحتي فين
هااااا انا معاك .....اطمن هي كويسة بس كانت بتصلي
قلبت عيناها ساخطة ولكنها أجابته بوداعة
توصل بالسلامة
لتغلق معه وترتمي على الأريكة تحاول ان تتنفس براحة أكبر ولكن صوت ثريا أجفلها ما انتهت من أداء فرضها
معرفش مالي يا بنتي كابس عليا ابو كابوس ليه ده انا قومت بالعافية وعندي صداع هيفرتك دماغي
لو تعبانة...... أرتاحي
نفت ثريا برأسها وأخبرتها بطيبة
لا يا بنتي هاخد حباية مسكن وهبقى كويسة
هزت رأسها وكأنها تؤيدها وتطرد ذلك الشعور الذي بدأ يعتريها حين قالت
ايوة اكيد هتبقي أحسن ومش هيحصلك حاجة
ثريا وربتت على ظهرها قائلة في حنان بعدما اسعدها اهتمامها
ربنا يخليك ليا يا بنتي ويحفظك من كل شړ
لوهلة تجمدت نظراتها على وجه ثريا حين شعرت بتلك الدعوة الصادقة نفذت لصميم قلبها ولكنها فرت بقولها
انا هدخل أوضتي أذاكر شوية أصل يامن هيجي بليل وعايزة أقعد معاه
أبتسمت ثريا داعية بحنو
ربنا ما يحرمكم من بعض ابدا يا بنتي ...... اعملي اللي يريحك أنا هحضرلك الفطار ولو بقيت أحسن هروح أزور رهف ومش هتأخر ساعة وراجعة
هزت نادين رأسها وتوجهت لغرفتها وهي ټلعن ذلك الشعور الذي بدأ يعتريها وېهدد ثباتها
بعد بعض الوقت تمددت على فراشها بعد تفكير مضني بشأن فعلتها و لكنها شعرت براحة غريبة عندما هيئ لها شيطانها وبرر لعقلها أنها لم تخطئ فلولا تحكمات أبنها لم تكن تضطر لذلك نفضت افكارها بعيدا وقررت ان تسترجع أحداث أمس ليعتلي ثغرها بسمة حالمة عندما تذكرت كم كانت ليلة مميزة بكل المقاييس لم تحظى بمثلها ابدا إلا عند سفره
انتشلها من شرودها رنين هاتفها التي ألتقطته وأجابت بصوت خاڤت للغاية
والنعمة انت مچنون قولتلك متتصلش بيا انت ...افرض يامن جنبي ولا أمه انت عايز توديني في داهية
أتاها الرد من الطرف الآخر
أنا عارف إنه لسه مرجعش واعمل ايه وحشتيني
وحشتك ازاي وانا لسه سيباك من كام ساعة يا طارق انت هتستهبل
أنت بتوحشيني وأنت معايا يا نادو
تنهدت بعمق وبسمتها تكاد تشق وجهها ليستأنف هو
هشوفك النهاردة كمان
تلاشت بسمتها وأخبرته بضيق
لأ ......يامن راجع النهاردة
لم يصلها رده فقط صوت انفاسه الغاضبة لتهمهم هي
بس ممكن أشوفك بكرة في الجامعة
لأ مش هاجي .... و يلا سلام
قالها پحده مبالغ بها قبل أن يغلق
الخط مما جعلها تستشيط غيظا بسبب سيرة ذلك ال يامن الذي عكر صفوهم
أما عند صاحب البنيتان القاتمة فكان يكاد يجن عندما لم تحضر منار اليوم للعمل حاول محادثتها ربما للمرة المائة ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق ولم يتمكن من التواصل معها بأي شكل مماجعله في حالة مزاجية يصعب وصفها فقد دلف لمنزله في المساء بوجه متجهم للغاية ليجدها تستقبله كعادتها في أبهى صورها بذلك القميص الأسود الطويل الذي يناسبها تماما ويمنحها جاذبية خاصة بها
حمد الله على السلامة يا حسن
قالتها