الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 18 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


يا صاحب الجاليري عايزة أستعير منك لوحة كارفاجيو وهارجعهالك تاني
يونس طيب أسمعيني أنت بقي صورتي وهترسميها ومش هتتحركي من هنا غير لما تخلصيها
صاحت به وقالت أنت بتهزر !!! عشان أرسملك البورتريه ده ع الأقل يومين أو تلاته وأنا مش فاضية عندي زفت بحضرها عشان أقدمها الأسبوع الجاي فهمت ولا هشرح تاني !!
أبتسم لها بإستفزاز وقال بسخرية معلش بقي ربنا وقعك مع واحد غبي ومش بيفهم ولا هيخليكي تطلعي برة الجاليري غير لما تكوني رسماني بورتريه أو تعتذري

أطلقت زمجرة بحنق وقالت وأنا مش راسمة حاجة ولا عايزة استعير اللوحة وخليها اشبع بيها ولا هعتذر وعندك الحيطان حواليك كتير أخبط راسك ف الي تعجبك 
Con sicurezzaمع السلامة
قالتها وهي ترمقه بنظرات ڼارية وهمت بالمغادرة وهو يقف يبتسم بثقة ذهبت
نحو الباب ووضعت يدها ع المقبض لتديره فلم يفتح فعلتها مرة أخري حتي تأكدت أن الباب موصد بالمفتاح خلعت حقيبتها من فوق كتفيها وألقتها جانبا وهي تتمتم بكلمات غير مسموعة وتشمر أكمام قميصها عن ساعديها تقدمت نحوه وقالت بهدوء الذي يسبق العاصفة هات المفتاح عشان أمشي
تركها وذهب بإتجاه إحدي المقاعد الجلدية وجلس بإيريحية وقال الباب ده مش هيتفتح غير تاني يوم ع الضهر كده
أنت بتستهبل !!! صاحت بها كارين
أبتسم ليثير ڠضبها أكثر وقال والله زي ما بقولك كده بالظبط أنا كل يوم باجي الجاليري زي دلوقت وبفضل سهران لغاية الصبح عقبال ما عم عليش السكيورتي يجي يفتحلي الباب لأنه بيقفل عليا الباب من برة
رفعت إحد حاجبيها بعدم تصديق فأردف بتهكم وسخرية متستغربيش أصل أنا غبي
ظلت صامتة وهي تأخذ شهيقا وتطلق زفيرا ف محاولة تهدأة روعها وبدون سابق أنذار صاحت وهي تركض نحوه وتقفز عليه لينقلب المقعد بهما إلي الخلف 
خرجت من الغرفة ثم إلي الخارج تسمرت مكانها عندما وجدته يجلس ع المقعد ينتظرها يضع ساق فوق الأخري يزفر دخان سيجارته ويرمقها بنظرات ثاقبة ألتفت لتذهب إلي الغرفة فهي لا تتحمل رؤيته
رايحة فين قالها قصي
توقفت لكن بدون أن تنظر له رايحة الأوضة ولما نوصل أبقي بلغني قالتها ولم تنتظر رد منه
وبمجرد أن دخلت الغرفة وجدته خلفها شهقت پذعر وهي تبتعد وقالت بصوت متهدج عايز مني أي تاني 
فتح حقيبتها وتناول منها وشاح وضع السېجارة بين شفتيه قام بطويه وأقترب منها ووضعه حول عنقها بشكل أنيق
أخذ السېجاره من فمه وقال أنا عارف إنك
مبتحبيش حاجة حوالين رقبتك بس أستحملي لحد مانروح البيت
أدركت أنه يريد إخفاء تلك العلامات أندهشت عندما رأته يمسك بقلم حمرة ثم أمسك طرف ذقنها بأنامله ليشعر بجسدها يرتجف من الخۏف أخذ يكسو شفتيها بالحمرة ليخفي تلك الچروح ثم ألقي به ع التخت وأتجه نحو الباب
أوقفته هي تقول عمال تداري الي عملته ف جسمي طيب
الچرح الي جوايا وعمال پينزف هتقدر تخبيه هو كمان !!!
لم يجيب عليها سوي بداخل عقله فقط وقال كنت قدرت أداوي چروحي الأول
مرت دقائق حتي هبطت المروحية ع أرض مطار ميلان ليناتيه أرتدي نظارته الشمسية ونزل بكل زهو وشموخ وهي تتبعه وتنظر برماديتيها إلي الأجواء المحيطه بها تتداعب نسمات الهواء خصلات شعرها البني ويتطاير طرف ثوبها المخملي الأسود الذي يصل إلي كاحليها
أستقبلهم رجل ذو شعر أبيض وبشرة خمرية ممزوجة بالحمرة وتحدث إلي قصي بالإيطاليه وهو يفتح له باب السيارة الفاخرة
Benvenuto signore a Milanoمرحبا بك سيدي في ميلانو
رد قصي قائلا 
grazieشكرا
قالها ثم دخل إلي المقعد الخلفي وذهب الرجل مسرعا إلي الجهة الأخري وفتح الباب إلي صبا وقال 
Vai avanti signoraتفضلي سيدتي
رمقته بإقتضاب ولم تجيب عليه ودخلت إلي السيارة لكن تتحاشي الجلوس بجواره لتلتصق بالنافذة المجاورة لها
أخرج هاتفه وهو ينظر إلي الشاشة وأجري مكالمة هاتفيه وقال 
Tutto pronto?كل شئ جاهز 
Bene lasciamo tutti a parte la signora Matilda
حسنا أجعل الكل يغادر ماعدا السيدة ماتيلدا
أغلق المكالمة ع الفور وهو ينظر من النافة المعتمة ليشرد في تلك المباني الآثرية التي شيدت منذ قرون حيث تأسست تلك المدينة علي إحدي شعوب السلت في عام 400 قبل الميلاد وصلت السيارة إلي ميناء يقع ع نهر البو ويقع شمال إيطاليا ترجل السائق من السيارة ليفتح الباب لصبا ثم لقصي ليترجل كل منهما
وقال الرجل مبتسما 
Lo yacht ti sta aspettando signore
اليخت في إنتظارك سيدي
وصلا إلي اليخت مد يده إليها وقال أطلعي
رمقته بإزدراء لتصعد بمفردها ورفضت مساعدته لها صعد خلفها وهو يزفر بنفاذ صبر صعدت إلي السطح وجلست علي المقعد وهي تراقب مياه النهر الجارية والطيور التي تحلق في السماء ظلت شاردة في تلك الطبيعة الساحرة حتي تحرك اليخت وهو كان القائد
توقف أخيرا أمام جزيرة صغيرة ليرسو في ميناء خاص بذلك اليخت 
يلا وصلنا قالها قصي
هبطت الدرج لتغادر اليخت لكن كان الميناء أقل إرتفاع واليخت يعلوه ولابد من أن تقفز لكنها توقفت وخشيت أن تقفز وتسقط في الماء ومازاد خۏفها تأرجح اليخت شهقت پذعر عندما وجدته يحملها ع كتفه وقفز بها ع الميناء ثم أنزلها
زفرت بحنق وقالت أنا مطلبتش منك مساعده وكنت هعرف أنزل لوحدي
خلع سترته وقام بطيها وأثناها ع ساعده واليد الأخري ف جيبه ومشي في ممر طويل تقع ف نهايته بوابة حديدية كبيرة ذهبت خلفه وهي تكاد ټموت غيظا من ذلك البارد توقفا أمام البوابة التي فتحها الحارس القابع ف غرفة صغيرة بمحاذاة البوابة
كان منظرا مهيبا حدائق من أشجار ونخيل مرتفع للغاية ممر طويل في نهايته منزل مبني من الحجر ومكون من طابقين توقف قصي ونظر إلي يمينه ليطلق صفيرا مدويا ويعقبه صوت قرع أقدام خيل قادمة نحوه 
حتي ظهر من بين الأشجار ذلك الحصان الأسود وأقترب منه وهو
يمسد ع جانب وجهه وقال وهو يمد يده إليها هاتي إيدك عشان تركبي
رمقته بإندهاش وقالت أنت عارف مبحبش أركب الحصان وبخاف منه
بادلها بإبتسامة هادئة أرعبتها لأنها تعلم أن كلما أبتسم ذلك يفعل شيئا غير متوقع تنفست الصعداء عندما رأته يمتطي الخيل ويشد اللجام ليركض الحصان إتجاه المنزل لكن تبدلت علامات الراحة ع وجهها إلي الړعب عندما وجدته يلتف ويتجه نحوها وف لحظة جذبها بزراعيه لتجلس أمامه وساقيها متدليه ع جانب الحصان شعر بخۏفها وإرتجافة جسدها
نزلني يا قصي أنا خاېفة قالتها صبا بصوت متهدج
أصدر الخيل صوت صهيل ورفع قدميه الأماميتان صړخت وهي تلتف إلي قصي محاوطة جذعه بزراعيها
وهي تتشبث به وعلي الرغم ثبات إنفعاله ومظهره الهادئ لكن صوت دقات قلبه أخترق مسامعها التي تتوسده برأسه
قال لها أهدي عشان الحصان لو حس إنك خاېفة هيوقعنا أنا وأنتي قالها وأبتسم بمكر ليزداد خۏفها وتتمسك به بقوة
قام بشد اللجام حتي أنطلق الحصان نحو المنزل وتوقف أمام الباب نزل من فوق الحصان وقام بإنزالها وهو يمسك خصرها بيديه ثم أنطلق الحصان في وسط الأشجار
فتحت الباب لهما سيدة في الأربعينات وأستقبلتهما بإبتسامة ترحيب وقالت حمدالله علي السلامة سنيور قصي أهلا وسهلا صبا هانم
رمقتها صبا بتعجب فأردفت السيدة وقالت متستغربيش ماما من مصر وعلمتني أتكلم مصري أنا أسمي ماتيلدا
أبتسمت لها صبا وقالت أهلا بيكي
قال قصي إلي صبا بأمر أطلعي إرتاحي شوية عشان بعد ساعة هنتغدي وهيجيلنا ضيوف
رمقته بإمتعاض فقالت ماتيلدا تعالي معايا ياصبا هانم 
مر يومان 
توقفت سيارة نقل أمام منزل الشيخ سالم تحمل أثاث ومفروشات ويجلس بجوارهم شابان 
بس هنا ياسطا قالتها تلك الفتاة التي ترتدي حجاب يصل إلي
منتصف رأسها يحدد وجهها المستدير التي تملؤه مساحيق التجميل ترتدي عباءة تحدد منحنيات جسدها ترجلت من السيارة وهي تمسك بيد خالتها ذات الجسد البدين وقالت يلا أنزلي ياخالتي
الخاله أه يا ركبي ياني مش كنت وطيت سلم العربية ياسطا
أجاب السائق بسخرية معلشي ياحاجة المرة الجاية هاعملهولك سلم كهربا
الفتاة يلا يا كابتن من ليه نزلو الحاجة
أنزل الشابان تلك قطع الأثاث القديمة وكل ما يوجد بصندوق السيارة 
قال إحداهم نزلنا العفش كله يا آنسة سماح تؤمري بحاجة تانيه
وضعت يديها ف خصرها وقالت نعم يا أخويا منك ليه !!! بقولكو أي أنتو لاهفين مني 200 جنية عشان تنزلولي العفش يلا يا جميل منك ليه طلعوه الدور التاني أدام الشقه الي ع ايديكو الشمال عقبال ما أروح أجيب المفتاح
بينما بالأعلي ف الطابق الأخير يوصد عبدالله باب الشقة ويتحدث ف هاتفه ياعم أنجز زمان العيال بتوع الفراشة ع وصول ولازم أتمم ع كل حاجة وبعدين جايلك ع المحل بقولك أي النهاردة فرحي عايزك تظبطني
توقف ع الدرج عندما رأي تلك التي تصعد بطريقة مغناج وتتشدق بالعلكة
أردف لينهي المكالمة طيب أقفل يا سمعة أنت دلوقت سلام يا صاحبي
نظرت إليه سماح وقالت بدلال لو سمحت يا اسمك أي مش دي شقة الشيخ سالم
هبط الدرج ليقف أمامها وقال أيوه يا 
أجابت سماح اسمي سماح
مرر لسانه ع شفتيه وقال وهو يتفحصها بنظراته أهلا وسهلا بيكي أي خدمة تاني 
ضحكت بميوعة وقالت شكرا يا 
محسوبك عبدالله وبينادوني ياعبده
سماح متشكرين يا عبده
عبدالله عن أذنك قالها ثم هبط الدرج ويتبادل كليهما النظرات
في الأسفل يقوم مجموعة من الرجال بغرز أعمدة خشبية في الأرض وصنع منصة خشبية تحضيرا لحفل الزفاف الذي سيقام الليلة
ترجل طه من التوكتوك يحمل غلاف بداخلة بدلة رأي عبدالله فقام بمناداته يا عبده أنت يابني
ألتفت له عبدالله وذهب نحوه وقال أي جبت البدلة
طه أها ياعم أتفضل بس أيدك ع 150 جنيه
عبدالله خلاص بقي يا طه متبقاش معفن
طه لاء ياعم الدنيا مأشفره معايا والراجل الي كنت بشتغل عنده قفل المحل وباعه
عبدالله طيب أصبر عليا لم ألم النقطة لأن أخر 100 جنيه ف جيبي هدفعها للواد سمعة الحلاق وبعدين بتسألني ع 150 جنيه يا واطي وأنا الي خليت أبوك يسامحك ويرجعك البيت بعد ما اتحايلتلك عليه
أجابه بسخرية يعني رجعتني الجنة يا أخويا وعموما ماشي أعتبر دي نقطتي ليك أسيبك أنا بقي وألحق أطلع أحضر الطقم الي هلبسو بالليل وهاحصلك ع الكوافير
عبدالله ماشي يا صاحبي هستناك
دخل طه الفناء ليجد هؤلاء الشباب يحملون بعض الأشياء ويصعدو بها إلي أعلي 
قال طه أنتو طالعين فين بالحاجة دي
أجاب عليه الشاب ده عفش ست صباح وبنت أختها
تركهم وصعد مسرعا ليفتح الباب بمفتاحه ودخل مناديا يا بابا
خرجت خديجة من غرفتها تحمل ثياب مطوية ومتراصة فوق بعضها وقالت بابا لسه مجاش من الجامع
جلس ع الأريكة وهو
يخلع حذائه وقال هو سكن حد جديد 
أجابته بإقتضاب أه
طه ومالك بتتكلمي من تحت ضرسك كده 
رمقته خديجة من أسفل لأعلي بأمتعاض وزفرت بضيق وقالت مفيش ثم دخلت غرفة والدها لتفتح الخزانة وتضع بداخلها الثياب
وقف طه
ع باب الغرفة وقال
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 77 صفحات