مذاڨ العشق بقلم سارة المصرى
وهي تنظر لهما فواصل محمود على فكرة يا سميرة أنا وافقت النهاردة على خطوبة ايتن وحسام
التفتت له سميرة فى دهشة ألجمتها عن النطق فقال محمود مالك انتي التانية حسام مش عاجبك فى ايه
قالت سميرة فى توتر انت عارف اني متمناش لايتن حد أحسن من حسام بس هيا مش هتوافق هتغصبها يعني تتجوزه
تنهد محمود قائلا لا مش هغصبها تتجوزه بس هغصبها تعرفه عن قرب هيتخطبو فترة وبعدها نشوف
ابتسم محمود قائلا بس ابنك مش بالسهل يعترف بده
هزت سميرة كتفيها وقالت واحنا مش كل مرة ناخده على راحته
عقد محمود حاجبيه فى دهشة فواصلت سميرة في استمتاع اسمعني وانا هقولك واستمع الى ما قالته وقد كان هذا هو الجنون بعينه الا إنه بالنسبة ليوسف المنطق الوحيد
راقبتها في ألم وهي تتتلقى صډمتها وتبكي كما لم تبكي من قبل صغيرتها المدللة التى تخشى دوما تهورها ترفض ما أقروه بشأنها مهما حاولت اقناعها أنها مجرد تجربة ليس أكثر تمنت لو ضمتها الى صدرها بقوة لتهدأ ولكن الموقف ربما احتاج هذه المرة قليلا من القسۏة وبعضا من الحزم
مفيش داعى للى بتعمليه ده على فكرة قالتها سميرة وهي تربت على ظهر ايتن التي كانت تنتحب بشدة وهي تقول انا يا ماما انا تجوزونى حسام ليه حرام عليكو
نهضت ايتن وهي تمسح عينيها بظهر كفها وتقول انتو مش بتحبوني ابدا انتو بتحبو حسام وبس وعايزين تفرحوه حتى على حسابي انا
نهضت سميرة وربتت على كتفها قائلة في لوم فى أب وأم ميتمنوش السعادة لولادهم
تنهدت سميرة وهي تمسح دموعها بابهاميها قائلة يا حبيبتى محدش هيغصبك انتو هتتخطبو فترة كدة وبعدين لو مش قادرة خلاص
نظرت لها ايتن فى شك فواصلت سميرة وهى ترتب خصلات شعرها التى تبعثرت من الانفعال اهدى بقا شوية انتى مش بتثقى فى كلام امك ولا ايه
عقدت أمها حاجبيها فى تساؤل قائلة اشمعنى انتى ازاى
ردت ايتن من بين اسنانها فى حنق ليه ما أجبرتوش يوسف او زين انه يتجوز سمر هوا كمان ولا عشان انا بنت يعنى وهتقدرو تغصبوها انما هما رجالة محدش يقدر عليهم
ردت سميرة فى صرامة ايتن انا مستحملاكى من الصبح ومستحملة دلعك ومع ذلك هرد عليكى الست غير الراجل يا ايتن انتى لسة صغيرة بس انا هحاول ابسطهالك لما الواحدة تتجوز واحد هيا مبتحبوش بس يبقا كويس وراجل بجد يقدر يحتوييها ويديها الأمان والحنية عمرها ما هتقدر تقاوم ده كله وهتحبه مع الوقت لكن الراجل غير لو مبيحبش مراته حتى لو قټلت نفسها عشانه ولا هيحس بيها وسمر بنتنا زيكو بالظبط ومرضلهاش بالظلم
أشاحت سميرة بوجهها لحظات عادت بعدها لتزفر فى ضيق وهى تقول وبعدين بقا بصى ابوكى خد قرار فى الموضوع خلاص وانا رأيى تليميها شوية بدل ما يعند بجد ويخليها كتب كتاب وانتى عارفة محدش هيقدر يعصاله كلمة
أشاحت ايتن بوجهها وهى تبتسم فى سخرية نعم هى تعرف ان حسام مجرد تابع لابيها مجرد رجل هشلاقرار له ولا شخصية القرار اتخذه أبوها وهو سينفذ حتى وهو يعلم أنها لا تحبه قطبت حاجبيها في حنق تخيله فى اطار الزوج يصيبها بالغثيان كيف تتزوج من حسام هذا حسام الذى لا يجيد صياغة كلمتين على بعضهما كيف تقدمه الى صديقاتها يهيئته تلك اما الحقيقة التي غفلت عنها او تغافلت بتفكيرها السطحي لم تكن هكذا ابدا فحسام رغم كونه شخص بسيط الا أنه شخصية جادة للغاية ربما خبرته فى النساء لا تتعدى حبه الجارف لها والذي غرق فيه بكل كيانه منذ الطفولة كان لبقا فى الحديث الا معها فجأة تتوه الكلمات وتذوب بين شفتيه ولا يعرف ماذا يقول كم تمنى لو شعرت به لو بادلته ولو جزء بسيط من مشاعره او أولته حتى بعضا من عطفها حين أخبره عمه بقراره تأرجحت مشاعره بين السعادة والخۏف سعادة أن يمتلك الدنيا كلها طوع يديه وخوف أن تعطه الدنيا ظهرها وتحتج وترى ان مشاعره ليست مهرا كافيا لامتلاكها وبين السعادة والخۏف انتصرت الأولى بضړبة حب قاضية حبيبته بين يديه فليترك كل مخاوفه للأيام ربما أثبتت له العكس
وقفت ايلينا الى جوار النافذة التى تحتل حائطا باكمله فى مكتب يوسف وهى تحاول الاتصال بصوفيا للمرة الالف دون جدوى حاولت بكل الطرق ان تصل اليها قست عليها ولكن بدافع حبها لها وشعورها بمسئوليتها منها فطالما أعدت صوفيا ابنتها وليست ابنة خالتها وصديقتها المقربة راسلتها عبر كل الوسائل ولم تتلقى ردا واحدا تنهدت ولم يعد لديها سوى حل واحد ارسلت رسالة قصيرة لها وهى تمني نفسها ان ترد هذه المرة حين تقرأ محتواها اما يوسف فكان جالسا على طاولة الاجتماعات يراقبها دون وعى وهو يضع يد على وجنته والأخرى يطرق بها بالقلم على المائدة ېقتله الفضول ليعرف من توليه كل اهتمامها هذا وتحاول الاتصال به رغم تجاهله الفترة الماضية جعلتهما قريبين أغلب الوقت بحكم العمل فلم يخلو الأمر من شد وجذب مستمر لا يعرف لماذا يحب تحديها دوما وهو الصارم الذى لايقبل فى عمله أي تجاوز او اعتراض وهى رغم حنقها منه الا ان دهشتها كانت اكبر من اخلاقه التى لا تتلائم ابدا مع الحوار الذى سمعته يدور مع جينا فهى لم تلمح فى نظراته او تصرفاته اى شىء يخيفها او يخجلها ولم يكن هذا الأمر معها فقط فقد كان مع جميع الموظفات لديه بل لمحت ما هو أكثر لمحت احداهن وهي تحاول التودد اليه أكثر من مرة ورغم جمالها المثير ونعومة أنوثتها التي لاتقاوم لم تلقى منه سوى التجهم والتجاهل وحين أفرطت في محاولتها ولم يعد تجاهله ذو قيمة تذكر كان ابعادها الى احدى فروع الشركة حلا مناسبا للغاية لماذا يبدو هكذا بأكثر من وجه لماذا رفضها وهو على حد علمها سمعته يخبر جينا ان هناك الكثيرات وان علاقته بها عابرة ماذا يعنى بعابرة استيقظت من افكارها على صوته وهو يقول مش كفاية كدة ونيجى نشوف شغلنا
قبضت على الهاتف بين يديها وقالت دون أن تلتفت اليه الاجتماع لسة مبدأش ومحدش جه بدرى غيرى
اعطاها يوسف شبح ابتسامة قائلا ومش المفروض تجهزي للاجتماع ولا ايه
عقدت ايلينا حاجبيها والتفتت تخطو تجاه المائدة قائلة وانا مالى انا اجهز لاجتماع ليه
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما قائلا انا سبق ووعدتك ان لو فكرتك نجحت فهيبقى ليكى مكافأة وقبل ان ترد قاطعها بكف يده وقال انتى من النهاردة مديرة مكتبى قالها يوسف وهو يتمعن النظر فى وجهها ليقرأ انفعالاتها بمفاجئته متشوق هو ليعرف كيف ستستقبل الأمر متشوق
لما يتوقعه ويعرف أنها ستخالفه ليجد النقيض
تماما وجدها جامدة لا تعطه اشارة واحدة عما يجول بداخلها لحظات وأشاحت بوجهها قائلة اسفة جدا انا مرتاحة فى قسم التصميمات
زمر يوسف شفتيه وتأملها لحظات استند بعدها على المكتب بكفيه وهو ينهض فى بطء قائلا فى هدوء صارم انتى بأى حق تقولى موافقة ولا مش موافقة اصلا الظاهر النجاح اللى عملتيه خلاكى تتغرى وتكونى فاكرة ان احنا منقدرش نستغنى عنك واشار بسبابته قائلا فى تحذير انتى هنا مجرد موظفة وانا مديرك وزيك زى اى حد لو فى يوم قصر فى شغله او منفذش الاوامر هيترمى برة
تنهدت لتهدىء من انفعالها وتتجاوز وقاحته ثم واجهته بتحد وهى تقول انا عمرى ما بقصر فى شغلى مش لانى بخاف انى اترفد لا لانى عندى ضمير حضرتك تعرفه اما بالنسبة للغرور فدى ثقة بالنفس وفى موهبتى ولو انتو استغنيتو عنى ففيه الف مكان هيستنى اشتغل فيه والنجاح اللى حقققته معاكو هيعملى دعاية مجانية
تأملها لحظات قبل ان يطلق ضحكة عالية قائلا انتى طيبة اوى حضرتك بتهددينا بطريقة شيك يعنى انك تقدرى تشتغلى فى مكان منافس بعد ما عرفتى عن شغلنا كتير احب اقولك ان وقبل ان يكمل قاطعته ايلينا فى حدة وڠضب مش اخلاقى مش انا اللى اسرب اسرار عن شغل كنت فيه عشان اكسب مكان فى شغل جديد
تنهد يوسف لينهى هذه المناقشة قائلا وهو يجلس من جديد اسمعى انا هعلن فى الاجتماع دلوقتى انك هتبقى مديرة مكتبى وانا كلمتى مبتتردش ابدا يا بكرة الصبح تكونى على مكتبك يا برة الشركة خالص
همت ايلينا ان ترد لولا ان بدأ توافد الموظفين بالفعل ونفذ يوسف ما اخبر به ايلينا التى حاولت كتم غيظها وحنقها بقدر المستطاع لتتمكن من اتخاذ قرار مناسب ولكن ماهو القرار المناسب عجزت لأول مرة أن تتخذ أي رد فعل وما ان انتهى الاجتماع حتى كانت اول من يغادر المكان كطفلة تنتظر موعد انتهاء يومها الدراسى راقبها يوسف وهو يخفى ضحكاته بصعوبة فهو حقا لا يعرف لماذا يستلذ باستفزازها استمتع كثيرا وهو يتابع غيظها واحمرار وجهها حنقا وهو يلقي قراره على الموجودين راقب توترها وهي تكاد تعتصر قلمها بين أصابعها وترمقه بكل حنق العالم واجه نظراتها الحانقة بابتسامات سمجة واجه توترها ببرود تقمصه باحتراف شعور يفوق الفوز بكأس العالم وهو يراها تنسحب هكذا من امامه دون أي رد فعل لأول مرة
وفى قصر البدرى جلس محمود مقابلا لزوجته فى غرفتهما وهو يقول ايه مالك هترجعى فى كلامك ولا ايه
نظرت له سميرة فى صرامة قائلة ارجع مين لا طبعا ده انا ماصدقت كل الموضوع انى خاېفة من رد فعله
ابتسم محمود وهو يمسك بكفيها قائلا وانتى ناسية ان ابنك عنده نقطة ضعف لصالحنا واشار برأسه اليها انتى ابنك ميقدرش يزعلك ولا يكسرلك كلمة وانتى لازم تلعبى ع النقطة دى على قد ما تقدرى
ابتسمت سميرة وهى تربت على كفه ان شاء الله محتحجش لكل ده البنت كويسة ومش هيلاقى احسن منها وبعدين مشوفتش كان بيتكلم عنها ازاى
هز كتفيه قائلا فى احباط للأسف بيتكلم عنها زى اى موظف عاجبه شغله مش اكتر ابتسمت سميرة واضافت اه بس عمره ما اتكلم عن بنت بالذات كدة انا متفائلة خير