الجمعة 29 نوفمبر 2024

جاسر وجنى

انت في الصفحة 20 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يلكمه بقوة بوجهه حتى شعر بكسر أنفه 
حرمت صدقني
استمع الى صوت هاتفه أخرجه ينظر لتلك الصورة التي أنارت هاتفه فهتف
صباح الورد قطبت جبينها متسائلة
انت مين قهقه عليها واردف مازحا
انا اللي متصل ولا إنت أكيد واحدة حلوة بتعاكس واحد حلو
زيي
جاسر همست بها وهي تنظر حولها بذهول توقف وهو يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
عيون جاسر وكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
انا فين ياجاسر وايه المكان دا
انت في قلبي ياجنجون نص ساعة وأكون عندك حبيبي مټخافيش مفيش غير قلبي اللي عندك
ودا عمره مايأذيكي أغلق الهاتف متنهدا وقلبه يرفرف بالسعادة
بالمشفى 
توقف جواد ينظر لنهى 
يعني ايه جنى مش موجودة أنت مكنتيش مباتة معاها ارتبكت بحديثها وتهرب بنظراته منه اتجهت لغزل لتنقذها 
انا معرفش ياجواد كنت مبيتة مع صهيب أصله كان تعبان وفكرت عز هيجي يبات معاها 
تحرك جواد إلى كاميرات المشفى 
دلوقتي هعرف ازاي خرجت يانهى هوت على المقعد تضع كفيها على صدرها تتنفس بهدوء 
دققت غزل بملامحها 
نهى رفعت نظرها إليها 
بقولك ايه ياغزل من الاخر كدا جاسر جه واخدها انا خيبة ومبعرفش اكدب 
شهقت غزل تضع كفيها على فمها 
يانهار مش فايت عليك ياجاسر جلست بجوارها وكأن الأرض سحبت من تحت أقدامها 
يالهوي على اللي جواد هيعمله اتجهت إلى نهى وانسابت عبراتها 
جواد مش هيسكت ازاي تخليه يخدها يانهى الحريقة هتقوم في البيت 
أطبقت نهى على جفنيها 
كنت عايزاني اعمل ايه ياغزل وانا شايفة بنتي مش على لسانها غيره والدكتور اللي طلب من صهيب كدا قاله قربها منه علشان تحس بالأمان 
صهيب همست بها غزل ثم وضعت كفيها على رأسها 
ليه كدا ياصهيب الدنيا هتولع بين عز وجاسر اعمل ايه ياربي وأروح فين 
قالتها بقلبا ينتفض نهضت وظلت تدور حول نفسها 
جواد حازم عز جاسر ياربي دا كدا العيلة مش هيقوملها قومة 
غزل اسكتي بقى جاسر كتب على البنت يعني هي مع جوزها ليه عز وجواد يضايقو أن كان على عز مش هيهون عليه جاسر وجنى 
اهة طويلة خرجت من غزل 
شكلك مش عارفة ابنك يانهى دا هيولع الدنيا ولا جواد اللي جه لخاله امبارح وقاله دلوقتي أنا أولى بجنى من الغريب ضړبت كفيها ببعضهما 
ياربي جواد يوقف مع مين ضد مين انا عارفة ابني الوحيد اللي هيضيع بينهم 
وصل عز وخطوايه تأكل الأرض وزع نظراته بينهما 
ايه اللي سمعته دا ياماما ازاي جنى تخرج من المستشفى وهي عايشة على المهدئات ازاي قالها صارخا اتجه لغزل متسائلا 
فين جاسر ياطنط غزل بقاله يومين مختفي والنهاردة اختي تختفي 
امسكته من كتفه 
ممكن تهدى ياحبيبي علشان نعرف نفكر ماما لسة بتقول أن جاسر قاطعتها نهى قائلة 
عز أهدى واسمعني اختك تعبانة وكان لازم من حد تثق فيه 
نعم حد تثق فيه اوعي تقولي الحد دا جاسر ركل المقعد بقدمه وعيناه يتطاير منها الشرر وظل يلكم الجدار خلفه 
ازاي جالك قلب تخليه ياخدها ياماما هانت عليكي جنى هانت عليكي تكون بعيدة ومتطمنيش عليها اقترب من والدته وصدره كاللهيب 
ازاي قدرتي تبعتي راجل غريب مع بنتك ياحضرة المهندس فين قيمك واخلاقك 
صڤعة قوية على وجهه 
شكلك عايز تتربى جنى خرجت من هنا مع جوزهاوبأمرمن والدك 
صدمة ذهول وكأن أحدهم طعنه بخنجر بصدره وضع كفيه على وجنتيه 
بعتي بنتك لحضرة الظابط ويبيع ويشتري فيها ومراته تذل فيها 
كفاية بقى اخرص مش عايزة اسمع
صوتك ابوك لسة عايش ياباشمهندس 
وامشي من هنا استدار متحركا للخارج وكأن هناك من يطارده 
عند فيروز 
جلست بالشرفة حزينة تمسك هاتفها تنظر لصورهما
وعيناها كزخات المطر أطبقت على جفنيها وهي تعاود الاتصال مرارا وتكرارا ولكن هذا الهاتف مغلق اتجهت إلى ربى وهاتفتها 
ألو قالتها بقلبا يأن ألما 
اهلا يافيروز عاملة ايه 
روبي عايزة اكلم جاسر
لو سمحتي مش عارفة أوصله 
تنهدت بحزن واتجهت إلى شرفتها تنظر لتلك الحديقة فأجابتها 
جاسر مش في مصر يافيروز لما يرجع هخليه يكلمك 
شهقة خرجت من فمها 
وحياة جاسر عندك متنسيش اومأت ربى قائلة 
حاضر يافيروز 
عند جاسر 
هرول إلى سيارته بعد ما انتهى من عمله يشير لذاك
الرجل خده ارميه في أي مذبلة 
انت فعلا قطعت لسانه ياباشا ارتدى نظارته الشمسية وأردف 
رمقه شزرا وأشار بسبباته 
ومتنساش أنه قرب من حاجة تخص جاسر الألفي واهو أخد جزاته 
قالها واستقل سيارته يود لو أنه طائر وله أجنحة حتى يصل إليها 
عند جنى جلست على الفراش تنظر حولها پخوف اتجهت تكتشف المكان تذكرت حديثه قطبت حاجبيها فهي في حالة لعقلها يترجم كلماته استمعت صوت بالخارج أسرعت إلى المطبخ بعدما تأكدت أن ذاك المكان ماهو إلا منزل عمها بالفيوم أمسكت السکين 
انسة جنى انا منى ممرضة جاية علشان علاجك جاية عن طريق حضرة الظابط جاسر الألفي 
امشي اطلعي برة متسعتين وجسده ينتفض شعر بإنسحاب أنفاسه وحاول التحدث ولكن كيف وهو يشعر وكأن الحروف هربت من مخارجه على ذاك المنظر الذي يشاهده ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول الحديث مبتلعا غصته المؤلمة 
جنى حبيبتي أنا جاسر سيبي السکين ياقلبي ياله ياجنجون تحركت للخلف وكأن صوته تستمع إليه في الأفق البعيد لم يكن واضحا اليها وعيناها الزائغة بكافة الاتجاهات من يراها
سيزعم چنونها 
جنجون حبيبي انا
هنا محدش هيقربلك ياله حبيبتي ابعدي السکينة عن رقبتك تراجعت تشير إليه 
ابعد هدبح نفسي ابعد قالتها صاړخة حتى ردد صوتها بأذنه كعويل إعصار جامح ظلت تتراجع وقلبه ينتفض بقوة حتى شعر بټحطم عظامه من شدة خفقانه 
حاولت الفكاك من قبضته ولكنه كان الأكثر تحكمت 
صاح على الممرضة 
انا مش قولتلك عينك متغبش عنها 
والله يافندم روحت اجبلها لبن زي ما حضرتك قولت رجعت لقيتها كدا 
احتدت نظراته وأشار 
تعالي شوفي هتاخد ايه دلوقتي تحركت متجهة إليه 
حقنتها الممرضة ببعض الأبر وأردفت 
زي ماالدكتور قال لحضرتك امبارح العلاج الجديد بس هتمشي عليه 
اومأ برأسه وأشار على الباب لخروجها 
تحركت مغلقة الباب خلفها 
تمددت تضع رأسها على ساقيه استغرب فعلتها ورغم ذلك شعر بالسعادة 
ظل يمسد على خصلاتها بحنو دون حديث 
احتوت كفيه وتخلل أنامله بأناملها كالطفلة التي تحتمي بوالدها وهمست له 
أنا بقيت مچنونة صح علشان كدا جبتني هنا 
صڤعة قوية بقلبه من حديثها وشعور قاسې افترس قلبه دون رحمة مما جعل دموعه تنساب بصمت 
نزل ورفعها حتى أصبحت بمقابلة وجهه 
مين قالك كدا ياحبيبتي عايزة توجعي قلبي ياجنى متعرفيش قلبي دلوقتي بينبض لما تكوني كويسة 
قالها وهو يوزع نظراته على وجهها كفنان 
انت ازاي جبتني هنا وفين بابا وماما وعز وازي نايم جنبي كدا أنا مش قادرة ابعد ياجاسر فلو سمحت ابعد انت 
بعدت مافيه الكفاية ياحبيبة جاسر بعدت لحد ماغرقت ومعرفتش اقاوم الموج فوقي بس علشان نتعاتب يابنت عمي 
همست باسمه 
جاسر انت بتقول ايه مش فاهمة حاسة جسمي مټخدر ومش قادرة احركه 
وأنا مش عايزك تبعدي ياجنى عايزك زي كدا مفيش حاجة تفرقنا 
بقيت غريب أوي يابن عمي لمعت عيناه عندما رفعت كفيها كالمغيبة وتمتمت 
بس بحبك يابن عمي قالتها مغلقة جفنيها بين النوم واليقظة ففتحت عيناها بتشوش 
بتعمل ايه يامجنون همس أمام كرزيتها 
جنجون حبيبي أنت دلوقتي مراتي
يعني جنى جاسر الألفي حبيبي أطبقت جفنيها وابتسامة شقت ثغرها 
ابن عمي المچنون قالتها ثم ذهبت بسبات عميق 
رفع رأسها يطالعها مبتسما 
مچنون بحبك يامهلكة قلبي بعشقك پجنون مهلكتي 
سحب عبيرها وكأن هذه جرعته قبل النوم 
بتعمل ايه هنا وازاي تنام كدا انت اټجننت 
أشار بكفيه بهدوء 
جنى اهدي انت دولوقتي مراتي حبيبتي انا
كتبت كتابي عليكي 
نهضت تصرخ به 
كذاب انت كذاب ياجاسر ازاي اتجوزتني من غير ماأعرف لا وكمان انت متجوز خاېن انت خاېن 
ماشي ياجنى انا خاېن انا اللي خونت ولعبت عليك وروحت قولتلك بحب واحد تاني نهض متجها إليها 
امسكها من كتفيها يهزها پعنف 
ازاي قدرتي تضحكي عليا ازاي قولتي بتحبي جواد وفجأة تنسيه وفجأة تتخطبي 
ايه موضوعك بالظبط 
ابعد عني بقولك ابعد أنا بكرهك هزت رأسها وانسابت عبراتها 
بكرهك عشان انت اكتر واحد اذتني بكرهك ياجاسر 
آسف حبيبتي متزعليش مني أخرجها
بتكرهيني ياجنى قالها وهو يزيل دموعها ثم أخرج زفرة حارة ضړبت وجهها كصڤعة قوية رفعت عيناها الباكية وارتجفت 
ابعد عني ياجاسر روح لمرأتك وحياتك بعد كام شهر هتكون أب
انت دلوقتي حياتي كلها ياجنى مش عايز غيرك وكلمة بكرهك دي حړقت قلبي يابنت عمي 
رفعت كفيها وتمتمت 
بعد الشړ على ۏجع قلبك مقصدش بس اللي بتعمله غلط ازاي اتجوزتني وانت متجوز انا مش موافقة ولا عمري هوافق عن حياتي دي 
اغمض عيناه مستمتعا بهمسها رغم حديثها المؤلم 
تراجع للخلف وسحب كفيها 
ارتاحي دلوقتي وبعد كدا نتكلم بس اتأكدي انك دلوقتي مراتي ومستحيل أتنازل عنك 
دثرها بالغطاء
نوما مريحا مهلكتي الجميلة 
كانت سعيدة من قرب انفاسه تمنت لو يتوقف الكون على ذاك القرب ابتعد وعيناه تحاصرها قائلا 
هعملك مكرونة عارف انك بتحببها قالها
واستدار متحركا سريعا 
مرت الأيام سريعا صهيب الذي دخل في غيبوبة وتدهور علاقة ربى بعز إلى أن جاء ذاك اليوم كانت تجلس بغرفتها عند والدها بعد تجمد عز معها استمعت إلى صوته 
اختي فين ياحضرة اللوا دي الأمانة اللي المفروض تصونها توقف بيجاد أمامه 
عز ممكن تهدى انت مش شايف حالة عمك 
هوى جواد
على المقعد بعدما خارت قواه وهو يرى حزن ابنته الظاهر بعينيها ورغم ذاك إلا أنه لم يتدخل بينهما 
قولي هترجع اختي امتى ياعمو ابنك خطڤ اختي شهر كامل ومعرفش عنها حاجة اقترب من جواد الذي اتخذ الصمت جوابا له 
ولكنه رفع رأسه مذهولا عندما أردف عز 
دلوقتي بنتك
قصاد اختي ياحضرة اللوا وانا معنديش أغلى من جنى 
وصلت إليهم بخطواتها الضعيفة المتهالكة محاولة التماسك مقتربة من والدها تنظر إلى الجميع بتشتت آفاقها عز إلى أرض الواقع الأليم 
ربى قصاد جنى ياحضرة اللوا هنا انعقد لسانها وتاهت مفردات اللغة وسط ذهول الجميع فماذا سيكون
حالها بعد إطلاق كلماته الڼارية التي اخترقت صدرها وادمته
توقفت بينه وبين والدها توزع النظرات بينهما فهتفت بتقطع 
فيه ايه يابابا مالك ياحبيبي زعلان ليه تحركت إلى أن وصلت أمامه ورفعت كفيه تلثمه وأخذت تمرر كفيها المرتجف على وجنتيه وعيناها مختلطة مياهها بنيران ألمها الضاري فاستدارت تنظر لذاك المتحجر أزالت عبرة غادرة انسابت على خديها المحترق
پعنف وهتفت بقوة 
اختك قصادي ياباشمهندس تمام وأنا بقولك انت متلزمنيش لم ينظر إليها واعاد حديثه 
مردتش ياحضرة اللوا ابنك يجيب اختي خلال ٢٤ ساعة ياإما بنتك عندك قالها ثم استدار ولكنه توقف عندما هتفت ربى بإقتضاب وحزم ومشاعر الڠضب والحزن أشعلت نيران قلبها 
طلقني ياعز حتى لو جاسر رجع جنى انت متلزمنيش ولو راجل وابن صهيب الألفي فعلا ارمي عليا اليمين قبل ماتخرج من بيت جواد الألفي 
شهقت غزل فهبت ناهضة متجهة الى ابنتها بينما اتجه بيجاد بخطوات مهرولة إلى عز عندما وجد شحوب جواد وعيناه الزائغة 
امشي من هنا يلا ولكن نظراته عليها وحدها لقد تهشم قلبه وأصبح فتات متناثرة فهمس 
ربى متدخليش بينا 
ابتسامة ساخرة تعيد حديثه 
سمعني كدا قولت ايه 
ربى قالتها غزل 
اطلعي اوضتك حبيبتي
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 52 صفحات