الجمعة 29 نوفمبر 2024

جاسر وجنى

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

استدارت إلى والدتها تطالعها بذهول 
نعم ياماما اطلع وياترى اطلع ليه مش الموضوع دا خاص بيا ولا ايه 
أشارت صاړخة في عز فلقد تحاملت كثيرا لفترة 
الباشمندس يرمي عليا يمين الطلاق دلوقتي ياماما انا مستحيل افضل على ذمته لحظة واحدة 
دنى بخطوات متعثرة يطالعها بذهول 
ربى ايه اللي بتقوليه دا أسرعت إليه تلكمه بصدره بقوة 
بقولك طلقني سمعتني طلقتني مش عايزة اعيش مع واحد ذيك استدارت إلى والدها 
مش دا اللي وعدك أنه مش هيتخلى عني دا طلع خاېن يابابا قالتها صاړخة وتحولت حالتها إلى الجنون 
صړخت غزل باسم جواد عندما وجدت شحوب وجهه بدأ يفتح زر قميصه ولكن لم يقو على رفع كفيه رفع عيناه لغزل فلقد فقد الكلام كأن جسده شل بالكامل 
بعد شهر بعد
تحسن حالة جنى وتواصلها يوميا مع والدتها رجع جاسر بصحبتها القاهرة ولكن بمكان خاص بهما بعيدا عن حي الألفي 
كانت تجلس شارة تشاهد النيل مع غروب الشمس من شرفتها استمعت إلى طرقات خفيفة ولج بعد طرقه للحظات 
جنى هنزل أروح مشوار يعني ساعتين كدا وراجع محتاجة حاجة 
نهضت متجهة إليه 
مبتروحش بيتك ليه ياجاسر ياريت ترجع لحياتك أنا بقيت كويسة 
زفر مخټنقا من أسلوبها الذي اعتمدته معه منذ فترة وكأنه غريبا عنها 
استدار دون حديث 
جنى متخلنيش ازعلك خليكي في حياتك وبس استمع الى رنين هاتفه فتحه وجدها فيروز 
رفع نظره إليها ثم إلى الهاتف 
أيوة يافيروز تمام نص ساعة وهتلاقيني هناك 
استدارت تنظر إلى النيل وتحدثت 
مفيش داعي تخبي يابن عمي احنا مش متجوزين علشان متأنبش نفسك روح شوف مراتك وابنك 
أنا مراتي معايا دلوقتي لكزته بقوة وهتفت پغضب 
جاسر الزم حدودك معايا قولتلك انت ابن عمي وبس ومتفكرش قعدتي معاك لحاجة تانية علشان وعدت ماما بس بابا يفوق وعز كمان هرجع بيت ابويا 
جذبها بقوة
احلمي ياجنى تعمقت برماديته ونيران الڠضب والغيرة ټحرق داخلها 
أنا مش بحلم يابن عمي أنا بقولك الحقيقة مش اكتر انا عمري ماهكون ليك ياجاسر بلاش تأنب ضميرك اللي حصل قدر ومكتوب وانا هرجع ليعقوب اكيد هيتفهم بس اللي مصبرني سفره
خلي حد يقرب منك وشوفي هعمل ايه هاتي سيرة راجل تاني على لسانك الحلو دا علشان أقصه بطريقتي وأنا بتمنى والله قالها وعيناه على كرزيتها 
ردة ايتسامة أنارت وجهه 
مهلكة قلبي ياجنى ناوية تعملي في قلبي الضعيف ايه بس مټخافيش هغفرلك ياقلبي 
مش لما نتحاسب الأول يابن عمي 
مستعجلة على الحساب ليه يابنت عمي هنتحاسب ونتحاسب جامد اوي 
وكأن الحبيب يشعر بحبيبه واغمضت عيناها تمنت توقف دوران الأرض هنا لكن كبريائها يمنعها من فعل ذاك 
مالكيش مكان غير هنا يامهلكة قلبي 
هنا فاقت من سطوة مشاعرها وعادت لأرض الواقع فهبت فزعة 
بالمشفى عند جواد 
الف سلامة عليك ياعمو أنا اسف حبيبي ياله فوق وارجعلنا 
دلفت ربى غرفة والدها 
بتعمل ايه هنا من فضلك اطلع برة مش مرحب بيك 
شوفت الدنيا صغيرة أد ايه ياحضرة المهندس 
حرمت اخويا من دخوله يطمن على عمه وانا دلوقتي بحرمك من دخولك لبابا تحرك عز دون حديث 
دلف أوس ينظر إليهما بصمت
فأشار إلى ربى 
اطلعوا برة انتوا الأتنين مش عايز اشوف حد فيكم قدامي 
أطبقت على جفنيها ثم أردفت 
مقدرش أبعد عن بابا ياأوس 
نظرات غاضبة لعز فأشار إلى الباب 
تدخل هنا بأذن مني سمعتني مش عايز اشوف وشك قدامي 
تحركت
ربى إلى أن وصلت إلى فراش والدها وجلست بجواره وعبراتها ټحرق وجنتيها 
بابا حبيبي وحشتني
مش عايز تفتح عيونك بقى 
ولج جاسر بخطوات مهزوزة وعيناه على والده المسجى على الفراش خطى إليه وكأنه يخطو فوق بلور ليشحذ أقدامه ونيران ټحرق صدره 
هوى بجوار فراشه وصوت بكائه شقت له الصدور 
حبيبي فوق انا هنا ربت أوس على كتفه 
قوم ياجاسر بلاش ضعفك دا بابا هيفوق
وهينور حياتنا من تاني 
فين ياسين وغنى مش باينين ليه أزالت ربى عبراتها واجابتها 
عند عمو صهيب كان عايز يجي يشوف بابا بس هما رفضو وراحوا مع عمو سيف لعمو صهيب 
اومأت متفهمة وتحركت تنظر إليهم 
بتعيطوا ليه مش عايزة ضعف ابوكم كويس ولاد جواد الألفي أقوياء مش ضعاف العياط اتجهت لجاسر وهتفت 
روح هات جنى
خليها تشوف ابوها وعمها 
هز رأسه رافضا 
عمو صهيب رافض ياماما حاليا 
جاسر اللي بقول عليه تسمعه ولا كبرت على امك
بعد مرور عدة شهور 
بإحدى المناطق السكنية الراقية كانت تغفو على الأريكة تذهب بسبات عميق دلف للداخل يحمل بعض الأكياس البلاستيكية وضعها بهدوء عندما وجدها تغفو بتلك المنامة الوردية وخصلاتها المنسدلة على الوسادة 
تحرك حتى وصل إليها وجلس على عقبيه يرسمها بعينيه لقد اشتاق إليها كثيرا بعد شهر ولم يراها به اتجه 
جنى فتحت جفونها بتثاقل وكأنه يروادها بأحلامها ولكن هبت فزعا عندوابتسامة على وجهه 
جاسر !!ايه ال جابك هنا 
تستغرق لحظات يطالعها فقط فحمحم ناهضا ينظر لتلك الأكياس 
جبتلك حاجات عرفت انك مخرجتيش بقالك فترة فقولت اكيد تلاجتك فاضية جذبت مأزرها تضعه وتلملم
خصلاتها بعدما ولاها بظهره فتحدثت 
لا عمو جواد كان هنا وجابلي حاجات استدار إليها جاحظا عيناه متسائلا 
بابا!! هو عرف مكانك 
جلست تنظر للأسفل وإومات برأسها ايجابا والدموع تغيم بمقلتيها 
رفع ذقنها بأنامله يتنهد بحړقة قائلا بنشيج مرير 
شكل بابا وجب معاكي دا لو عرف 
نظرت إليه وتكونت الدموع بعيناها 
تفتكر واحد زي عمو جواد مش هيعرف ال حصل 
كور قبضته وانفاسه تحرقه من يقترب منه 
يبقى عمره ماهيسامحني اقتربت منه واحتوت كفيه لأول مرة منذ فترة طويلة وتعلقت عيناها بعينيه إثر سماعها كلماته التي اخترقت جدران قلبها فتحدثت بتقطع 
قولتلك بلاش تعمل كدا بس انت ال أصريت ياجاسر وشوف النتيحة عمو جواد زعلان جدا لو شوفت حالته إزاي بعد ماجه صعب عليا جدا مش مصدق انك تعمل كدا فيه وصډمته الأكبر في بابا 
بتر كلماتها مقترنا بابتسامة
مش مهم مټخافيش بابا هيتفهم الموضوع ومتنسيش انك عند جواد إيه ياجنجون 
انسدلت عبراتها ټحرق وجنتيها وأجابته 
كان ياجاسر كان وقت ماكنا عيلة مش دلوقتي شوف العيلة بقت إزاي معدش فيها إلى ذكريات 
احتوى وجهها ولثم جبهتها يحدق بها برماديته قائلا 
مفيش حاجة ضاعت بكرة لما نرجع حي الألفي كل حاجة هتتنسي 
أنزلت ذراعيها وتراجعت للخلف تجلس على الأريكة 
مستحيل ارجع تاني هناك مستحيل ياجاسر انت ارجع لبيتك ومراتك ومالكش دعوة بيا وخليك قد كلمتك ال اتفقت مع بابا عليها 
احس بقبضة قوية تعتصر صدره فاقترب منها يجلس أمامها على عقبيه 
وأنا مش فاكر اتفقت مع باباكي على ايه دنى يهمس بجوار اذانها 
لو فاكرة يابنت عمي فكريني 
انا هقوم أجهز الغدا تاكل قبل ماتمشي قالتها ونهضت متجهة للمطبخ سريعا 
أنا مش همشي أنا هبات هنا الليلة 
سقط الذي بيديه حتى أصدر صوتا فارتبكت تجمع الزجاج نزل يجمع الزجاج مبتعدا بها عن المكان يحتوي كفها الذي ڼزف 
ينفع كدا مش تاخدي بالك مفكرة نفسك طفلة 
ران صمتل هادئا عليهما وهو يقوم بتنظيف جرحها لم يخل من النظرات وحبس الأنفاس والتفكير يأبى طي الكتمان فإما البوح والأستكانة أو الصمت والعڈاب الأبدي 
بتعمل كدا ليه يابن عمي ياترى تكفير ذنب عن ال حصلي ولا رفع ابهامه ودنى ورماديته تحاور بنيتها 
إياك تغلطي عشان وقت العقاپ هيكون شديد أوي يابنت عمي 
ابعد عني عشان متتأذاش ياجاسر أنا ميرضنيش الأڈى والۏجع 
أنا مؤذية للكل اذيت الكل فرقت الكل ليه بيحصل معايا كدا هو أنا وحشة لدرجة الكل بقى يكرهني كدا 
أخرجها يحتوي وجهها وتكورت عبراته يرسم وجهها الجميل 
إنت أجمل بنت في الدنيا دي كلها إنت البلسم والدوا ياجنى اوعي حبيبي تقولي كدا 
بكت بنشيج وارتجفت شفتيها تهز رأسها رافضة حديثه 
إن شاء الله هتنزل يوميا 
لا تجعلوا القراءة تنسيكم ذكر الله 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع 
كيف أخبرك بأنك الشيء الوحيد الذي أحمله
بداخلي ولا أريده أن ينتهي!!! 
كلمات جاسر الألفي ش 
قبل شهرين وخاصة بعد عملية صهيب بأسبوع 
ولج غرفتها التي اتخذها لها بمكان أكثر هدوء وراحة حيث الأشجار الخضراء 
عاملة إيه النهاردة حبيبتي 
رفعت نظرها إليه وابتسمت 
الحمد لله احسن بكتير هنزجع القاهرة إمتى بقالنا شهر هنا 
لسة شوية اطمن عليكي الأول وكمان باباكي يفوق مش ضامن عز 
اغروقت مقلتيها بدموع الخزي فهتفت من بين بكائها 
جاسر ليه عز عمل كدا من إمتى
وهو بقى كدا ربت على ظهرها 
ڠصب عنه حبيبي أخته وكل حياته يحصلها كدا وبسببي كانت الضړبة قوية عليه 
طافت عيناها بجميع أرجاء المكان وتسائلت 
وليه بسببك إنت ذنبك ايه دا نصيبي يابن عمي 
صمت للحظات عندما فقد النطق وكأن الحروف هربت من بين شفتيه سحب نفسا طويلا وزفره قائلا والخذلان يخترق صدره كالړصاص 
لاني
السبب فعلا ياجنى انا اللي بعتك هناك اتجه ببصره إليها وتنهد حزينا 
فيروز ومامتها السبب 
شهقة خرجت من فمها تهز رأسها رافضة حديثه 
مش معقول لا مستحيل وليه تعمل كدا 
بكت بمرار والدموع يتساقط من محاجرها متلألئة وتحدثت من
بين دموعها 
أنا مأذتهاش ياجاسر ليه تدبحني بالطريقة دي 
احتوى وجهها وتعمق بالنظر لمقلتيها 
لأنها اكتشفت
الحقيقة فحبت تتخلص منك 
حقيقة!! تسائلت بها مذهولة 
حقيقة ايه دي اللي يخليها تدبحني كدا حقيقة ايه اللي تخليها تخليني اخاڤ من أقرب الناس ليا 
أطبق على جفنيه وانزل نظره للأسفل عندما شعر بثقل همومه 
رفعت ذقنه تنظرإليه بدموع عيناها 
ساكت ليه يابن عمي ليه مراتك دبحت بنت عمك بالطريقة البشعة دي 
استند على الحائط برأسه فلقد حاول نسيان تلك الأيام التي عاشها بآلامها حد الاختناق دون أن يصدر صوتا أو يعذب أحد غيره تحمل انفطار قلبه وإلغاء شخصيته حتى وصل لهذا الحال 
عرفت أني بحبك ياجنى 
شعرت بإرتجاف فهتفت بتقطع 
ودي جديدة ماهي عارفة علاقتنا ببعض من قبل الجواز قالتها متهربة 
لا يامهلكة قلبي مقصدش الحب دا أقصد حبك اللي اهلكني ومبقتش قادر اخبي اكتر من كدا 
تراجعت للخلف تنظر إليه بذهول وارتجافة بقلبها من حديثه حتى فقدت توازنها أمامه وضعفت وهي تتمتم 
ايه الهبل اللي بتقوله دا وازاي تكذب عليها 
تنهيدة عميقة وزفرة خفيضة بنيران الحب ثم همس باسمها بنبرة خفيضة ولكنها وصلت لأذنيها بصوته الدافئ
رفع ذقنها ومازالت نظراته تفترس ملامحها الجميلة رغم شحوب وجهها 
تلاقت عيناها بعينيه 
عايز توصل لأيه يابن عمي جذبها بقوة ولف ذراعه يدفنها 
حاولت الفكاك 
جاسر لو سمحت مينفعش كدا ابعد لو سمحت مش عايزاك تقرب مني 
استدارت تطالعه پغضب 
جاسر انت اټجننت ابعد بقولك متخوفنيش منك 
جنى اتعاملي معايا على إني جوزك علشان منتعبش مع بعض انت مراتي وهتفضلي مراتي لأخر يوم في عمري قالها ثم نهض متجها للداخل 
مرت عدة ايام اخر وهو يتجنب الحديث معها سوى في أمورها الصحية إلى أن أتى ذاك اليوم 
اجهزي هننزل القاهرة قدامك نص ساعة بالكتير والاقيكي تحت 
أمسكت كفيه 
هتفضل تعاملني بالطريقة دي سحب كفيه بعيدا وأردف 
احنا مش هنروح حي الألفي ودا أمر من والدك وزي ما والدتك فهمتك هتنزلي على البيت اللي اشتريته ومامتك هتروحلك كل فترة هناك ممنوع عز يعرف مكانا دا لو خاېفة عليا من اخوكي 
توقفت أ
عدواة!! قالها متعجبا ثم تحدث مستنكرا كلماتها 
جنى هتعيشي معايا على إنك مراتي دا
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات