رواية روعة
ماهوا عليه ...عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ..ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه ...لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي... ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه
مش بالكلام يا ايتن ..أنا خلاص تعبت .مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي ..اتفضلي روحيلو ..عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي ..وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني
أرجوك يا سامح استنى ...اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب ..لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد ...
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له ...
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية ...دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها ...
والمصادفة من جديد تدخل صوفيا عنوة إلى قصة ايتن.. حقا لاتعرف أهي مصادفة أم أن القدر يرتب هذا ويخبرها بحتمية تدخلها ...فمن بعيد بينما كانت تلتقط صورا للنيل بالكاميرا الخاصة بها حين لمحت ايتن تتحدث في انفعال إلى هذا الشاب الذي تركها لدموعها وذهب وحين مر من أمامها تبعته في فضول لتتبين ملامحه جيدا دون أن تعرف بالضبط ماذا ستفعل ..
أرادت ان تعرف من هذا الشخص الذي تحدت ايتن كل أعراف مجتمعها من أجله ..وبالفعل سمعت ما كاد أن يفقدها الوعي ...حاولت بقدر المستطاع تمالك نفسها وعدم الالتفات له حتى لاينتبه...
أيوة ...بحاول معاها كالعادة بس رافضة ..دماغها أنشف من الحجر بس على مين ...البت حلوة وأهلها متريشين ولو طاوعتني هاخد كل اللي أنا عاوزه منها وفوقيه فلوسهم كلها هتبقى تحت رجلي ..بس الصبر حلو
ارتعدت اناملها وكادت الكاميرا أن تسقط من يدها أي مصېبة ستوقع ايتن نفسها فيها هذا المخادع يريد ان يورطها ويورط عائلتها معها ...
عائلتها ...
شهقت فى خوف ... زين ...
ماذا عليها ان تفعل لقد اقترب عرس ايلينا ولم يعد هناك متسع من الوقت ولو تحدثت الى ايتن بما سمعته ستكذبها بكل سهولة فعلاقتهما متوترة منذ فترة هذه الحمقاء ستتجاوز كل الحدود و...
رن جرس هاتفها لينتشلها من افكارها فالتقطته من جيبها لترى اسم وصورة زين يضيئا الشاشة لتتذكر موعدها معه بعد دقائق .
راقبها وهى تضع يد على خدها بينما تعبث الأخرى بشوكتها في طبق المعكرونة أمامها دون ان تأكل كانت تبعثر الطعام فى شرود واضح جعله يتوقف عن طعامه ويتأملها دون أن تنتبه ..
تغيرت صوفيا كثيرا أرهقته بعنادها وهو يعلمها كل شىء وهي لا تتفذ الا بعد مجهود شاق من الاقناع بالأدلة والبراهين .. يعشقها هكذا ..بكل تناقضاتها التى لم يتمنى يوما ان تكون بحبيبته... عنادها.. طفولتها... سذاجتها... يعشقها بكل ما فيها .. يعشقها للدرجة التى جعلته يقف بوجه أبيه لأول مرة ويخبره أنه لن يتزوج غيرها ولو بقي العمر كله دون زواج تلك الحورية التي أوقعت به من أول نظرة رمته به عيناها اللاتي تفقداه تركيزه ..
لماذا تنظر الى الأرض لماذا تخفيها خلف أهدابها الطويلة هيا عزيزتى أزيحى تلك الستائر البغيضة عن عينيك فقد اشتقتهما ....
اقترب ليضرب بشوكته في رفق على شوكتها فرفعت عينيها اليه بابتسامة حائرة فهمس وهو يميل نحوها
بتفكري فى ايه يا حبيبتي
هزت رأسها وهي تنظر الى طبقها من جديد
أبدا ولا حاجة
ناداها في خفوت
صوفيا بصيلي
نظرت اليه فتابع وهو يشبك أصابعه أمام وجهه
أنا عارف انتي بتفكري فى ايه
زمرت شفتيها في تعجب فتنهد مواصلا
أكيد ..كان نفسك يكون فرحنا مع ايلينا ويوسف فى نفس اليوم
شردت بعينيها للحظات وهي تتخيل عرسها مع زين والى جوارهما ايلينا ويوسف كم سيكون هذا مذهلا بالفعل وكل منهما تزف الى حبيبها وتبدأ حياتها معه ولكنها عادت الى واقعها لترى كل المسافات التى تتزايد بينهما كل يوم فأخفضت رأسها فى حزن وهي تقول
مش كل حاجة بنتمناها بتحصل يا زين ..قولتلك من الأول ان اقناع أهلك هيكون صعب
رد في حسم
وأنا قولتلك من الأول برضه أنا مستعد اتجوزك ومش هستنى موافقة حد وانتى اللي رفضتي
عاوزني اوافقك تخسر أهلك وشغلك وكل حاجة
واصل بنفس نبرته الحاسمة
في ستين داهية الشغل أنا اقدر ابدأ حياتي من جديد ..أما أهلى فعمري ما هخسرهم ...هما هيزعلو شوية في الأول ومع الوقت هينسو
لايعلم ماذا تفعل بها هذه الكلمات لم تعتد ان تصل الى تلك المكانة او أن تكن مميزة فى حياة شخص لهذه الدرجة مجرد شعوره هذا يكفيها حتى لو لم يتغير من الأمر شىء تريده فقط فى حياتها ودون أي مسمى ابتسمت وهي تضع يدها على وجنتها
زين حبيبي ...أنا كفاية عليا أوي احساسي بالأمان معاك ...كفاية استعدادك أنك تعمل أي حاجة علشاني ...أنا مش زعلانة من أهلك بالعكس احساس الرفض والنبذ ده أنا اتعودت عليه من كل الناس ..بس من بعد ما ظهرت في حياتي مبقاش فارق معايا حد فى الدنيا غيرك ..انت بس حبيبي كفاية عليا
وأطرقت ارضا وهي تضيف فى حزن
انا بحبك اوي يا زين ومش عايزاك تخسر أي حاجة بسببي ..انت عندك اهل يحبوك ...بيحبوك بطريقة مختلفة بس بيحبوك ..خد وقتك وحاول تقنعهم وأنا هستناك
مرر يده فى خصلات شعره البني يسألها في حيرة والوقت ده مينفعش يعدي واحنا متجوزين ..لو اتحطو قدام الأمر الواقع هيتعاملو معاه ڠصب عنهم
ردت صوفيا في صرامة
لا يا زين أنت كدة بتخسرهم بجد
ضړب المنضدة بكفه هاتفا في ضيق
مش هخسرهم صوفيا ..أنا مش عايز أضيع سنين من عمرنا فى العند
مدت أناملها تربت على كفه في رقة
زين سيب الوقت يعالج الموضوع ...مستعجل على ايه
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها
بجد مش عارفة مستعجل على ايه ...صوفيا انا عايزك معايا على طول عايزك جنبي طول الوقت ومتغيبيش عن عيني لحظة ..مش مجرد ساعة بنخطفها كل أسبوع
لاتعرف حقا بما ترد عليه وهى تتمنى ذلك أكثر منه... تخشى أن يجرب ماهي تعرف جيدا مرارته... النبذ والرفض والحرمان من الأهل لا احد مثلها يعرف كم قاس هذا الشعور... لاتريد لأعز مخلوق على قلبها أن يتذوقه أبدا لن تحتمل ان ينظر الى عينيها يوما وترى اتهامه لها بانها السبب فى ابتعاده عنهم أخرجت هاتفها لتغير مجرى الحديث برمته وهي تقول في طفولتها المعتادة
ماتصورناش المرة دي قبل ما ناكل
لم يتمالك نفسه فابتسم ..تلك الطفلة المشاغبة لن تتوقف عن عادتها... تخرجه من أدق الامور الى أكثرها تفاهة في لحظة وهو كدأبه لا يملك سوى مجاراتها رفعت هاتفها وأخذت تديره في كل اتجاه حتى زفرت في ضيق وهي تعطيه له قائلة في ملل
خدها انت من عندك مش راضية تظبط من هنا خالص
عض على شفتيه فى غيظ وتناوله منها ليرفعه ويحاول التقاط الصورة بينما اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها وفتحت أول زر من قميصها وهى تتأفف من حرارة الجو قبل ان تأخذ وضعها فى التصوير ...قطب حاجبيه فجأة وأنزل الهاتف ناظرا لها فى ڠضب وهو يشير بسبابته
صوفيا اقفلي الزرار بتاع الشيميس ده
نظرت الى قميصها وقد فتحت زره الاعلى فأظهر عنقها بالكامل وجزء بسيط من صدرها ولكنه ليس مبتذلا على أي حال فهمست فى تأفف
يوه بقا يا زين الدنيا حر ..أنا هتخنق
كرر جملته من بين اسنانه
اقفليه يا صوفيا قلت
زفرت فى حنق فهتف فى نفاذ صبر وهو يميل اليها يغلقه قائلا
اللي اقوله يتسمع
واضاف بعد ان انتهى ليعود الى مكانه
وكفاية لحد دلوقتى سايبك من غير حجاب
شهقت في ذهول
حجاب كمان!!!
أضاف في جدية
ونقاب كمان يا ست هانم ..أنا مش كل ما أخرج معاكي فى حته هرتكب چريمة عشان اللى بيبصولك دول
نظرت حولها في بطء فوجدت الكثير من العيون تتمعن بها بالفعل حتى عيون النساء تراقبها فى حنق من البعض وغيرة من بعضهن الاخر مررت يدها فى شعرها تسأله في عجب
يعني اعمل ايه ..أنا غيرت استايل لبسي خالص أهو ..بيبصولي ليه بقا
مسح وجهه بكفه يجيبها في قلة حيلة
عشان حضرتك جميلة زيادة عن اللازم
اتسعت ابتسامتها من اطراءه حتى وان كان رغما عنه ... طالما قابلت كلمات الغزل من غيره بكل برود وحنق ولكن مع حبيبها الأمر يختلف تماما ..همست في دلال وهي تعبث بسلسال فضى في عنقها
بجد يا زين أنا جميلة زيادة عن اللازم
واصل وهو يدقق النظر فى عينيها معشوقتيه ويقول في صدق وهيام واضح للأعمى
انتي