رواية روعة
سعفنى وكأنى فجاة بقيت بفكر بقلبى وبس ...او ان قلبى بقا هوا عقلى مش عارف ..بس الاتنين رافضين انى ابعد عنك وشايفين انى بعدك ممكن يموتنى يا صوفيا
اتسعت حدقتاها وكل حواسها تحاول استيعاب ما يوجهه لها من كلمات تمس مشاعرها برقة وبسحر لم تعرفه ابدا ...كادت بالفعل ان تفقد الوعى وهو يسألها في حب
شهقت وهى تضع كلتا يديها على ثغرها وهتفت فى تلعثم
زين ..ده معناه ايه
احتوى وجهها بين كفيه وأردف في رقة
معناه انى عايزك تفضلى جنبى طول الوقت ..معناه انى مش هخليكى تخافى تانى ..معناه انى هعلمك كل اللى المفروض تتعلميه عن دينك وبلدك وكل حاجة
عادت ابتسامتها الطفولية للظهور قائلة فى خبث
ترك وجهها وقال وهو يتظاهر بالجدية
مش لازم الواحد يكون بيحب واحدة عشان يتجوزها يعنى
قطبت حاجبيها في غيظ واعطته ظهرها فامسك بذراعها لتلفت له يعطيها أمانها الذي تبغيه
ممكن يكون بېموت فيها مثلا
ابتسمت وهمت لتتعلق بعنقه فأمسك بكتفيها ليمنعها قائلا
هزت كتفيها قائلة فى بساطة
ما انت هتبقى جوزى
رد وكأنه يجاري طفلته
خلاص متستعجليش
وتنهد وهو ينظر للمكان حوله ويضيف
اما بقا تانى درس فده ليا وليكى ..مينفعش نكون انا وانتى موجودين فى مكان مقفول كدة لوحدنا ..ده مش هيتكرر تانى ..مفهوم
مفهوم
نظر لعينيها للحظات يأخذ جرعته المعتادة من سحرهما الذى ادمنه قبل أن يتراجع بخطواته الى الخلف حيث الباب الذى حين هم بفتحه نادته
زين
الټفت في اهتمام فقالتها بعينيها وبكل حواسها قبل ان تنطقها شفتيها
بحبك
رد وهو يتظاهر بالغرور
تمتمت من بين اسنانها
غلس
ضحك في عبث
عارف برضه
واغلق الباب تاركا اياها فى سعادة تعيشها للمرة الأولى منذ ان ولدت عرفت من الان فصاعدا الى اى شىء ستنتمى... ستنتمى الى زين ..الى حبه... الى كل شىء يتعلق به...
الى عائلته.. وطنه.. حياته ..من هذا الوقت اصبح زين هو الحياة نفسها ولكن ...تبا لتلك الكلمة... لا صوفيا لا تفكرى فيها من الان واستمتعى فقط بحب زين الذى اغرقك فيه منذ لحظات زين اى حب هذا الذى سقطت به معك يا الهى كم اعشقك .
اخذ ينظر اليها حين أطالت الوقوف على قبر ابيها لوقت ظنه اكثر من اللازم اصرت ان تذهب اليه قبل ان يذهبا لأى مكان نظر الى ساعته ليعرف كم مر من الوقت لقد مكثت ما يقرب من الساعة دون ان تشعر...
طلبت منه ان يبتعد قليلا ليتركها تناجى اباها ..يظن أنه أعطاها مايلزمها من وقت ... تنهد وهو يتجه اليها ربت على كتفها فى حنان قائلا
ايلينا
سمع شهقتها المكتومة ففهم انها تبكى وتحاول العودة الى طبيعتها من اجله امسك بكتفيها ليديرها له بينما كانت يديها تمسح دموعها بارتعاد ترك كتفيها ليحتضن وجهها بكفيه قائلا
معقول يا ايلينا ..الموضوع خلاص عدى عليه شهور
امسكت بكفيه على وجهها قائلة
انا مش بعيط يا يوسف ..انا بس كنت بتكلم معاه واطمنه على نفسى ومن غير ما حس عينى دمعت
التمعت عيناه وسألها في هيام
اتكلمتو على ايه
نظرت له فى حب مماثل وأجابته
كلمته عنك قولتله ان ربنا عوضنى بهدية جميلة ..قولتله انى سعيدة اوى يا يوسف قولتله انى بطلت اخاڤ خلاص ..قولتله ان فيك كل الصفات اللى اتمنتها فى جوزى واكتر ..قولتله ..قولتله انى بحبك اوى يا يوسف
زفر في غيظ هذه المرة وهو يقول
انتى جاية تقوليلى الكلام ده هنا ..ربنا يسامحك وانزل كفيه من على وجهها مواصلا
اسمحيلى انا بقا اشتكيلو منك
واقترب من قبر محمود قائلا
بنتك بقا يا عمى مش عايزة تحن عليا وتحدد معاد الفرح
شاكسته بنفس طريقته وهتفت كأن أباها يحتاج لصوتها المرتفع ليمكنه سماعها من العالم الاخر
وانا قولتله يا بابا مادام مستعجل مش لازم فرح
هز رأسه نافيا بشدة
اه طبعا انا مستعجل ..بس هفضل مصر على الفرح دى هتبقى اسعد ليلة فى حياتى كلها ولازم تكون لها ذكرى خاصة ..لو فضلتى تأجلى للسنة الجاية هستحمل يا ستى ..ايه رأيك بقا
واضاف وهو ينظر الى قبر ابيها
حنن قلبها عليا شوية يا عمي ...انا مش هستحمل سنة بجد
ضحكت بشدة لينظر لها وكأنه يتوسلها فقالت وهى تمط شفتيها فى تفكير
شهر كويس
اطلق يوسف تنهيدة حارة من صدره وهو يقول
كتير برضه يا ايلينا ..بس أرحم من سنة
أخذت ابتسامتها تتلاشى تدريجيا وهي تلمس قبر ابيها فى شرود تقاوم هذا الخۏف والوساوس التى تثير قلقها تعلم انه يحبها بل يعشقها ولكن الحب وحده لا يكفى ...
فكل يحب بطريقته حتى وان كانت تلك الطريقة لاتلائم معشوقه ابدا تتمنى الا تجرفها مشاعرها فتعميها عما قد يفعله يوسف من ..
استفاقت على لمسته وهو يحتوى وجهها بين كفيه مجددا كأنه يواجه كل أفكارها بفيض مشاعره
انتى اغلى حاجة عندى يا ايلينا ..اوعى تخافى ابدا وانا جنبك ...ححميكى حتى من نفسى اوعدك بده قدام ربنا وقدام ابوكى ..وانتى كمان اوعدينى انى عمرك ما هتبعدى عنى او حتى تفكرى ...اوعدينى ايلينا
ابتسمت وهي تهمس
طول ما بتحافظ على عهدك ليا اوعدك يا يوسف
......................
أما زين فقد اتخذ قراره بالفعل بالزواج من صوفيا ولم يتبق سوى ان يخبر والديه دلف الى المنزل وهو يطلق صفيرا مبهجا ويضع يده فى جيبه حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصة بأبيه فدق الباب ودخل بعد ان سمح له محمود بالدخول ..
رأى اباه جالسا فى تحفز وكأنه ينتظره جلس أمامه فى توتر فتمعن به محمود قائلا
خير يا زين
ابتسم وهو يمسح بكفه على جبينه فى تردد تخلص منه بصعوبة
أنا قررت اتجوز
رفع محمود حاجبيه ونهض ليجلس مقابلا لولده قائلا فى سخرية
ده يوم الهنا وياترى مين العروسة بقا ...اللى كنت خارج من عندها من شوية ولا واحدة تانية
نهض زين متجاوزا ذهوله لينفي ظن أبيه بسرعة
بابا لو سمحت ..بلاش تفهم غلط
نهض محمود بدوره ليواجهه في حدة
وانا اللى بقول عليك اعقل اخواتك ده كله يطلع منك ..منك انت يا زين
رد زين فى دفاع مستميت
بابا ارجوك انت فاهم غلط ..انا فعلا بحب صوفيا وعاوز اتجوزها
هتف والده من بين اسنانه فى ڠضب
بتايه ...ومين دى اللى تتجوزها ان شاء الله ..واحدة خواجاية منعرفلهاش اصل من فصل ولا عارفين اتربت ازاى ولا على ايه ..تتجوزها ازاى وتأمنها على بيتك وعيالك
حاول زين تمالك غضبه ووالده يلحق الظلم بصوفيا من جديد فقال بعد ان زفر فى بطء
بابا لو سمحت انا اعرف كل حاجة عن صوفيا ...هيا محتاجة لوجودى جنبها وانا مش هتخلى عنها ابدا
تراجع محمود متهكما
البت عاجباك مش كدة ..بتحاول تلاقى مبرر لرغبتك فيها ..بس الجواز عمره ما كان مبنى على رغبة راجل فى ست يا باشمهندس
اتسع ثغر زين وحدق بأبيه فى صدمة وهو يهتف
انت تعرف عنى كدة ...تعرف ان ابنك ممكن اى واحدة تغويه لمجرد انها جميلة ...انا مش صغير وعارف احساسى ده يتسمى ايه ..عارف انه اطهر وانقى بكتير من انه يتصنف رغبة
قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا ....حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال...
قاطعه زين وهو ېصرخ به
كفاية بقا متكملش ...صوفيا دى اشرف بنت قابلتها فى حياتى ...وانا مش حيوان مش حيوان
تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام ..انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق
صوتكو عالى ليه ..ايه يا زين مالك فى ايه
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا
بعد اذنكو
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها
يا نهار اسود ..الواد اټجنن على كبر ولا ايه
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم
هنعمل ايه يا محمود ..نطردها وخلاص ونرتاح
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية ....وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد
والعمل ايه
تنههد محمود في عمق
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن..
الفصل الرابع عشر
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة
أنت بتقول ايه يا سامح ...مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده
رد عليها فى حنق
يبقى مش بتحبيني يا ايتن
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه كأنه اتهمها بالخېانة العظمى
أنت متأكد اني بحبك ..بس اللي بتقوله ده صعب
ابتسم في تهكم
بتحبيني بأمارة ايه بقا ..كل حاجة اطلبها منك ترفضيها ...معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي ..روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني ..طب ڠصب عنك لحد امتى
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال
انت مش فاهم حاجة ..انا أكيد هلاقي حل غير ده
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا
حل ...حل ايه ..كام شهر عدى والوضع على