الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 44 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


كلمينى بصراحة فيه حد تانى فى حياتك  
تأملته لحظات ونظرت الى الفراغ من حولها قبل ان تزدرد ريقها وتجيبه  
فى يوم وقعت من طولى وكنت تعبانة وهوا كان دكتور ولحقنى فضل جنبى طول فترة مرضى وبعدها صارحنى بمشاعره ورغبته بالارتباط بيا وانا  
ونظرت الى عينيه مباشرة  
وافقت  
شعر فى تلك اللحظة بقدميه تغوصا فى الأرض فتشبث بكرسى الى جواره قبل ان تبتلعه تماما هل أخبرته عن وجود اخر  

هل قالت أن حياتها قد أصبح بها غيره 
هل لا يحتمل أن يبقى هذا السؤال بداخله مطلقا  
مال اليها فى مرارة يلفظه بوجهها  
انتى حبتيه  
اشاحت بوجهها فهتف بها  
ردى عليا انتى حبتيه  
هتفت بحدة مماثلة تحمل كثيرا من مرارة أيامها 
الحب رفاهية مبقتش اقدر عليها الحب بهدلنى وۏجع قلبى ورمانى ونفانى الحب مغامرة اجبن بكتير من انى ادخلها انا خلاص عاوزة استقر زى باقى الناس الاحترام وحده كفاية مش ده كلامك زمان  
كلماتها كانت انصال حادة مصوبة بدقة الى صميم قلبه تخبره انها وجدت الامان الذى افتقدته فيه مع اخر  
واصلت بنبرة أهدأ 
زين ارجع لحياتك  
اى حياة تعنيها  
قد ظن انه يعود الى جنته  
ظل طيلة طريقه يتخيل نعيمها وظلالها فنقلته بكلمة واحدة الى قاع الچحيم الى جهنم وبئس المصير 
سمر من زمان بتحبك  
اى حب تتحدث عنه  
الحب لا يمكن ان يكون الا هي فالقلب قد احتكرته منذ زمن وختمته بخاتمها الخاص 
حاول تحبها انت كمان وكمل حياتك معاها  
حب وحياة تعيد نفس الكلمات من جديد في جملة واحدة اين وعدك ايتها الحورية  
كيف تملصت من كل هذا  
كيف جرؤت وسلمت قلبها لغيره  
كيف ستسمح لسواه ان يحتويها بين ذراعيه ويلمسها اى عقاپ هذا ارادات الحاقه به  
شعر باناملها تربت على كتفه  
زين قدرنا ان اللى بينا يتحول ذكريات ومفيش حد عاقل بيعيش على الذكريات انت بقا عندك حياتك وانا كمان هيبقى عندى حياتى خلينا نعيش الجاى من غير ۏجع  
بل انه يريد المۏت حړقا وغرقا وخنقا بجوارها الف مرة على ان يشعر انه لن يراها من جديد لقد كانت السلوى الوحيدة فى حياته  
كافح كل شىء من اجلها  
من اجل عينيها التى كانت تقف فى انتظاره تحفزه ان يسرع  
رائحتها التى ظلت عالقة بانفه تخبره ان اللقاء قريب كيف كڈب كل شىء حوله ام ان حواسه قد اصابها الخلل  
نهضت فى بطء وهى تنظر فى اتجاه الباب قائلة 
زين زياد زمانه جاى دلوقتى عشان هنتفق على معاد كتب الكتاب هوا هيعدى عليا عشان ياخدنى  
اغمض عينيه فى الم وابتسم فلم يعد له حيلة سوى أن يتظاهر بسعادته لسعادتها 
اسمه زياد  
ايوة مصرى اتولد وعاش فى فرنسا وهيكمل معايا الطريق اللى انت بدأته  
شعر أنها ټخونه فى تلك اللحظة اراد اى دليل يبرأها فعاد يسألها بصوت متحشرج يحمل امل اخير 
صوفيا انتى مكدبتيش عليا صح  
تنهدت فى عمق وهى تشير برأسها تجاه بوابة الحديقة لا يا زين الحقيقة اهى قدامك ده زياد  
الټفت زين خلفه ليجد شاب يماثله فى العمر وسيم ويبدو على ملامحه الجدية رسم ابتسامة بمجرد ان اقترب فقالت صوفيا وهى تشير بذراعها تجاه زين لتعرفهما بعضهما ببعض 
زين يبقا اخو يوسف جوزايلينا وصديق قديم  
اهكذا اصبحت علاقتهما وكل ما يربطهما هو لا يريد هذا الرابط ابدا فاما حبيبها اولا شىء نظرت الى زياد وقالت وهى توجه نظراتها لزين 
زياد خطيبى  
قټلته الكلمة واخفض رأسه ليخفى انفعاله بينما يده تتكور مانعا اياها من تسديد لكمة عوضا عن مصافحته فهو من سرق حبيبته  
هو من اعطاها ما افتقدته فيه  
تمالك نفسه على صوتها  
مش هتباركلى يا زين  
اذن هو الوداع الذى ليس من بعده امل  
هو الوداع الذى تطلبه بنفسها وتقطع بيدها اخر شعرة تربطهما  
لها ذلك  
رفع رأسه فى بطء ليهنأها ويرثي روحه  
مبروك صوفيا عيشى حياتك بجد المرة دى عيشى من غير ما تبصى وراكى ولا تفكرى فى اى حاجة فاتت افرحى بجد يا صوفيا انتى تستحقى ده  
واكمل فى نفسه وتذكرى يا حوريتى اننى احببتك اكثر مما احببت روحى  
ابتسمت في رقتها المعتادة 
وانت كمان يازين افرح بجد من غير ما تبص وراك  
ابتسم فى سخرية شديدة وهو ينظر الى زياد قائلا فى حزن  
خلى بالك منها  
ولم ينتظر اكثر من هذا فلقد اخذ ما يكفيه من الصدمة  
سار بخطوات بطيئة تسارعت تدريجيا وهو يمنع نفسه بصعوبة من الالتفات خلفه ولكن قلبه غافله فى لحظة والټفت ليروى ظمأه بنظرة قبل ان ېموت عطشا  
بعدها نظر امامه من جديد وهو يهرب بخطوات اشبه بالركض لينفجر بركانه بعيدا وينعى كل احلامه پألم وهو يغلق قصة حوريته الشقراء وجنتها للأبد  
ايوة يا مصطفى انا عارف يا بنى حاول تأجلها على قد ما تقدر 
قالها يوسف فى الهاتف بينما يفك رباط عنقه ويرتمى على فراشه وبعدها واصل 
انا عارف ان دى تانى مرة بس حفلة مهمة زى دى مراتى لازم تكون موجودة الاسبوع الجاى بالكتير يالا سلام  
اغلق المكالمة وهو يلقى بالهاتف فى عشوائية لينهض متجها الى خزانة الملابس يخرج بعضا من ملابس النوم تنهد وهو ينحرف بيده ليخرج احدى المنامات الخاصة بها ويقربها من انفه قائلا 
وحشتينى اوى  
تذكر مكالمتها الاخيرة له وهى تخبره ان اليومين قد امتدا لخمسة ايام لشعورها ببعض التعب وحين اخبرها انه سيترك كل شىء ليذهب اليها منعته تماما واقنعته انه مجرد ارهاق تنهد وهو يعيد منامتها الى مكانها حسنا لم يتبقى سوى اليوم لتعود صاحبة المنامة الى ذراعيه من جديد  
زفر فى حيرة على ما اصبح عليه فجأة اهل هذا المنزل سفر زين المفاجىء الى باريس  
حالة امه الغريبة وعلاقتها المتغيرة بابيه وهروب كل منهما من الامر حين يهم بسؤاله  
ايتن تلك الصغيرة التى كبرت فجأة واختارت ان تعمل لدى حسام دون أن يدرى حقا مالذى يدور برأسها ولكن ثقته اللا متناهية فى ابن عمه ازاحت عن كاهله الكثير من القلق  
لا يوجد شخص يحتفظ بهدوءه فى هذا القصر سوى علي  
هذا الملاك الصغير الذى يشبه اخته الا في عنادها فهو هادىء الطباع يقضى اغلب وقته بعد الدراسة اما فى القراءة او فى العزف على العود مغرقا القصر بألحانه العذبة  
بدل ثيابه وتمدد على فراشه فى ارهاق وهو ينظر الى الوسادة الى جواره حيث كانت ترقد  
ابتسم من نفسه حسنا لن يعيش فيلم الوسادة الخالية طويلا  
ستأتى معشوقته لتأخذ مكانها من جديد  
ستأتى حاملة طفله فى احشائها  
طفلا طالما تمناه منها هى وطالما اخفى رغبته تلك حرصا على مشاعرها  
طالما وقف بالمرصاد لكل من حاول طرح الامر ولو من بعيد امامها  
وقبل ان يسبل جفنيه لينام شعر بمن يفتح باب غرفته بهدوء  
فتح عينيه وفركهما بشدة ليستطيع ان يستوعب الامر وما هى الا لحظات حتى قفز من فراشه واتجه اليها يضمها فى قوة هاتفا 
وحشتينى وحشتينى وحشتينى حبيبتى  
رفع وجهها قليلا يقبل كل انش فيه قبل أن يعيدها الى أحضانه مجددا وهو يهتف  
ليه حبيبتى مقولتيش عشان استناكى فى المطار و  
توقف عن استرساله فى الحديث حين شعر بجمودها بين ذراعيه لا تبادله مشاعره كالعادة وكأنها افلتها ليمسك كفيها فى قلق  
مالك يا ايلي انتى تعبانة  
نظرت لكفيه للحظات قبل أن تنتزع كفيها منهما فى عڼف وبنظرة ثابته أفلتت كلمة واحدة كادت ان تفقده وعيه 
يوسف طلقني 
الفصل الثالث والعشرون 
تنبيه هام  
الفصل ممنوع لاصحاب القلوب الضعيفة 
الفصل متعب ومرهق أرهقني جدا جدا في كتابته فرجاء شخصي يا جماعة توصيف المشاعر مش بالسهولة اللي انتو متخيلينها عاوزة ردود فعلكو على الفصل ده تحسسني ان تعبي ده له لزمة بلييييز مستنية ريفيوهات مش بس تعليقات واسيبكو مع الفصل  
للوهلة الأولى ظنها مزحة سخيفة منها فلوى ثغره في امتعاض 
ايلينا هيا هرمونات الحمل اشتغلت ولا ايه انتى عارفة اني مش بحب الهزار السخيف ده  
تأملته بنظرات ثاقبة كأنها تراه للمرة الاولى اقتربت منه في بطء تعيد جملتها في ثبات اكبر 
طلقني يا يوسف  
ضيق عينيه يتمعن هذا التحدى القابع فى نظراتها حابسا خلفه شلالات من الدموع يرى لمعانها بوضوح ليدرك أنها ليست مزحة تماما  
انتى بتقولي ايه تطلقي !!! ليه 
عضت على شفتها السفلى حتى كادت تمزقها وأجابته في هدوء قاټل  
انت خمن وشوف انا عاوزة اطلق ليه تفتكر ليه يا يوسف ايه اللى يخلينى اطلبها منك ايه اللى يخلينى اقولك سيبنى وانت جزء من روحى ليه يا يوسف  
اغمض عينيه بقوة لايريد ان يضع احتمال علمها بكل شىء واردا ابدا  
ربما كانت نوبة من نوبات غيرتها التى لا تنتهي وسيسهل عليه احتوائها لاداعى لأن يورط نفسه ويعترف لها بحقيقة بعيدة تماما عن مرمى خيالها ولكن هى كانت فى باريس فربما  
قاطع افكاره صوتها وهى تهتف فى ڠضب بينما تخلع حجابها فى عڼف  
احكيلى امتى وفين قدرت تخونى  
كلمتها كانت كاڼهيار صخري سقط على رأسه فجأة دون ان يحسب له حساب انعقد لسانه يريد ان يحتفظ بالأمل لاخر لحظة 
اخونك!! ايه اللى بتقوليه ده  
قبضت على طرحتها بكلتا يديها  
كورتها وهى تسابق انفاسها المتسارعة  
هزت رأسها فى قهر  
أفلتت حروفها بصعوبة تلوذ بالتماسك لاخر لحظة 
فى نفس الليلة اللى سبتنى فيها بمۏت من الخۏف عليك رحتلها وخنتنى معاها  
ادار ظهره لها ليخفى علامات ذهوله  
اخبرته بالمكان والزمان فلم يعد هناك شك في علمها بالحقيقة 
لقد علمت بكل شىء  
حانت لحظة المواجهة التى لم يستعد لها مطلقا  
تحركت لتقف فى مواجهته  
لن تسمح له بالهرب  
عليه أن يواجه ويقر بذنبه  
اتسعت عيناها فى شراسه أسد جريح يلفظ أنفاسه الأخيرة 
رجعت للي شبهك رجعت لطبعك الحقيقى اللى ياما ضحكت عليا وقولت انك غيرته  
ازدرد ريقه وهو يرفع ناظريه ببطء اليها أمسك بكتفيها فى رجاء 
ارجوكى اسمعينى قبل ما تحكمى  
انزلت كفيه فى عڼف  
اذن هو بداية الاعتراف  
لقد خاڼها  
هذا ليس كابوسا بل حقيقة تعيش مرارتها  
وضعت كفيها على اذنيها وصاحت وهى تهز رأسها فى الم  
مش عاوزة اسمع حاجة مش عاوزة الخېانة ملهاش مبرر انت مش بس خنتنى  
واضافت وهى تدفعه فى صدره 
انت روحت اتجوزتها يا يوسف وخلفت منها ولد  
صړخ فى تلك
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 81 صفحات