الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 45 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


اللحظة وهو يمسك بكفيها  
الولد ده اللى خلانى اتجوزها  
هنا توقفت الارض عن الدوران  
توقفت كل حواسها عن العمل الا عن شىء واحد الألم  
الم لايحتمل يسرى فى جسدها وفى كيانها بأكمله ألم ترتج له روحها وتتصدع له جدران قلبها التي طالما تحصنت بعشقه الذي كشفت الخېانة زيفه 
اعتراف قاس  

ليس بالخېانة فحسب بل انجابه لطفل من علاقة غير شرعية  
لم تتحمل قسۏة كل هذا  
لم تتحمل تخيله معها وهو  
ضړبته على صدره بقبضتيها وهى تصرخ فى هستريا بينما صورتهما معا ټضرب خيالها في عڼف 
حيوان ساڤل خاېن طلقنى مش قادرة اشوفك قدامى  
امسك بقبضتيها يهتف في قلق 
اهدى يا ايلينا اهدى  
صړخت به وهي تنتزعهما من قبضته 
ماتلمسنيش ابعد عنى انا بكره جسمى لانك لمسته بكره قلبى لانه دقلك بكرهك يا يوسف بكرهك  
أغمض عينيه في الم وهو يتراجع للخلف 
هعملك اللى انتى عاوزاه بس الاول اسمعينى  
شهقت في عڼف تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتقاوم هذا الضيق الذي الم بصدرها فجأة 
الخېانة متبررش انت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك حقېر ونجس وۏسخ 
واستمرت فى سبه ولعنه بأشنع الالفاظ التى تعرفها غير معطية له اى فرصة للنطق حتى اصبح على وشك فقدان اعصابه يريدها فقط ان تسمعه  
بقولك حاولى تسمعينى  
طالعته فى حقد وازدراء لا يليق حتى بفأر اجرب 
انت من النهاردة بالنسبالى ولا حاجة انا مهما حاولت انضفك من الوحل اللى انت فيه برضه هتفضل ۏسخ ياريتني كنت في قذارتك ياريتني كنت اقدر احسسك بجزء من اللي انا حاسة بيه يا ريتني كنت اقدر أخليك تدخل اوضتك هنا وتلاقيني على سريرك ده وفي حضڼ راجل غيرك  
ولا يدرى حقا كيف حدث هذا  
كيف سمح لأنامله التى طالما ضمتها اليه وازاحت خصلات شعرها عن جبينها خوفا ان تزعجها ان تلطمها بتلك القوة  
هل اراد اسكاتها فقط لتسمعه  
هل تلويحها بالاڼتقام منه بهذه الطريقة أذهب بعقله 
لا لن يسامح نفسه ابدا  
نظرة الى يده واخرى اليها وهي تتحسس الم صڤعته التي فجرت دموعها فجأة كأنها ابرة اخترقت بالون منتفخ من المطاط  
بكت في حرارة وهي تنظر له في قهر وخيبة امل  
لم يحتمل أكثر  
اقترب ليضمها اليه فدفعته بقوة وهى تهتف به  
اطلع برة مش قادرة أشوفك مش قادرة  
لم يكن امامه سوى ان يرضخ لها ولو لدقائق ترك الغرفة بأكملها وهو يلعن نفسه ويلعن تلك الجينا  
اما هى فاڼهارت ارضا  
تمنت ان ينكر كل شىء وان يظل على انكاره للنهاية ولكنه اعترف ببساطة  
اعترف بچريمة كانت هي ضحيتها فكيف ستصدق كلمة يطلقها عن الحب بعدها  
اخذ ما حدث يجوب بذاكرتها من جديد  
الحقيقة المرة التى ساقتها الاقدار اليها صدفة  
مجرد صدفة فبعد ان اطمئنت على صوفيا دلتها احدى صديقاتها على مشفى جيد لتطمئن فيه على وضع حملها ذهبت الى هناك وبالمصادفة التقت بريان الذى كان يعمل بالمشفى بدوره حاولت ان تكون على طبيعتها حين رأته وردت تحيته فى روتينيه شديدة وقبل ان ترحل اوقفها يسألها عن احوالها  
ايلينا مبسوطة مع جوزك  
تنهدت تخبره في بساطة 
مبسوطة جدا اتمنالك السعادة انت كمان مع حد يقدرك  
تنهد بدوره فى حزن  
كنت اتمنى السعادة دى معاكى انتى ايلينا  
زفرت فى ضيق وهي تمنعه أن يأخذ الحديث الى مسار اخر 
ريان الموضوع خلص بلاش الكلام ده انا اتجوزت وبحب جوزى جدا وهوا كمان بيحبنى  
عقد ساعديه على صدره فى تهكم  
متأكدة أنه بيحبك ولا خيالك بيصورلك  
ردت في ثقة وهي ترفع رأسها كأنها تفخر بحبه لها 
طبعا متأكدة  
ابتسم وهو يشيح بوجهه  
واللى بيحبك ده ينفع يتجوز عليكي  
لم تفهم ما يرمى اليه فى البداية  
يوسف يتجوز عليا انا لا طبعا  
رد في خبث وهو يتصنع البلاهة  
ايه ده هو انتى متعرفيش  
قطبت حاجبيها في نفاذ صبر 
معرفش ايه  
هز كتفيه وهو يواصل ادعاءه للبراءة  
افتكرتك عارفة  
هتفت فى حدة وغيظ من خبثه الواضح في الحديث 
عارفة ايه يا ريان قصدك ايه  
داعب ذقنه بسبابته للحظات قبل ان يلقي قنبلته الحاړقة بهدوء مقاتل رخيص يأتي عدوه من حيث لايدري 
عارفة انه متجوز عليكى  
اخترقت الكلمة اذنيها كطلقة رصاص مدوية  
تحسست بطنها تستشعر من جنينها حب ابيه لينفي تلك التهمة الحمقاء بسهولة  
ازدردت ريقها وهى تحاول ان تستجمع كل ذرة ثقة لديها بيوسف  
كل لحظة حب عاشتها معه لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر  
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته 
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة  
مد ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب  
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك 
ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها  
اغمضت عينيها فى قوة حثت نفسها على التماسك لا يوسف لا يمكنه ان يفعلها حتى قبل ان يتزوجا لم يقع فى تلك المعصية ابدا لم يصل الى هذا الحد من الانحطاط كيف يصل الى هذا بعد حبهما وزواجهما وعدها انه لن يخنها او ېجرحها ابدا  
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة 
انت كداب  
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له 
انا مقدر انفعالك طبعا بس انا مش كداب لو عايزة تتأكدي انا معنديش مانع  
زفرت فى ألم  
تتأكد من ماذا  
من خېانة يوسف  
لا بل من برائته وكذب ريان  
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا  
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار  
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها  
رفعت رأسها فى تحد  
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان 
هز كتفيه في بساطة وثقة 
وانا موافق  
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا  
ربما الوساوس هى من صورت لها هذا عليها ان تتماسك تحسست بطنها وكأنها تحاول ان تستمد من جنينها القوة  
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول  
ايلينا انتى كويسة  
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده 
متلمسنيش خالص شوف جينا فين  
مرت دقائق كأنها قرون وعقلها تتداوله كل الاحتمالات التى تبرىء يوسف ولكن نظرة واحدة للطفل الذى كان يلهو امامها كانت كافية لدحض كل هذا  
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة  
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها 
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا  
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم 
مكنش لازم اثق فيك ريان  
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد  
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا  
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة 
الولد يبقا ابن مين يا جينا  
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم 
ادم يبقا ابن يوسف  
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء  
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى  
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة  
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا  
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان  
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها  
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق  
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به  
كدابة مستحيل  
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة  
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى  
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا  
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها  
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها  
يوسف البدرى خاڼها  
يوسف نقض عهده لها  
يوسف سلبها الامان  
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه  
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح لمساته وهمساته وحنانه لغيرها  
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها  
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين  
امتى حصل امتى  
اجابت جينا  
من
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 81 صفحات