خطأ دمر حياتي

مطلقين مفيش مأذون هيكتب طلاق مطلقة 
نظر له سيد باندهاش وتسائل بداخله أليس هذا حديثه الذي تحدث به من لحظات أم أنه ذهب عقله وأصبح ينسى ما ينطق به ليسأله بتعجب مش ده كلامك يا حج بهجت أن هو اللي يطلقها مش تخلعه 
نطق بهجت بما اطار عقل سيد معلوم ده كلامي بس انا مقولتش نجيب مأذون ويطلق 
أنا قولت نبقى نخليه يطلقها هو علشان يحس أن كرامته رجعتله وده معناه أنه لازم يتجوزها الاول علشان يقدر يطلقها 
اتسعت حدقتي سيد وانتفض واقفا يهدر قائلا انت قصدك يتجوزها تاني وندور نتحايل عليه زي ما عملنا قبل سابق علشان يطلقها 
ويبهدل بنتنا تاني وبرضه مش هتخلص إلا بخلع تاني !!!
ده يستحيل يحصل تاني ابدا تبقى بنتي في بيتي معززة مكرمة بدل ما اسلمها للي يصونها اسلمها بايدي للي يبهدلها 
ابدا 
لا يمكن يحصل ابدا 
تحدث بهجت بصوت هادئ وكأنه متأكد من الفوز بالجولة أهدى بس يا حج سيد انت فهمتني غلط  
اقعد كدة واهدى وانا افهمك كل حاجه 
جلس سيد ربما هناك للحديث بقية ليستطرد بهجت في شرح فكرته قائلا احنا هنضغط على رأفت أنه يوافق يتجوزها بس بشرط أنه يكتب تعهد على نفسه هيطلقها بعد الجواز على طول وبكدة ضمنا هو نفسيته ترتاح وهي تطلق وتعمل ما بدالها ها قولت ايه 
نظر سيد له بتدقيق وكأنه يراه في ثوب ثعلب ويحاول اخفاء أنيابه ومخالبه حتى لا تكشف نواياه 
ليبتسم بجانب شفتيه موهما بهجت بالموافقة ليعلق قائلا وانا موافق بس بشرط 
التمعت عيون بهجت بالنصر ليكمل سيد ما جعل هذه اللمعة تختفي بالتو واللحظة التعهد يبقى تنازل بأرضه كلها لو مأتمش الطلاق 
وتاني يوم على طول 
والبنت تبات في بيتي يوم الجواز برضه 
وكدة نبقى ريحنا كل الأطراف ومادام متأكدين من نيتكم السليمة اعتقد مش هتمانعوا ولا ايه يا حج بهجت 
استشاط بهجت هذه المرة لينتفض واقفا وقال ارض ايه اللي اعملك تنازل بيها يا حج 
الراجل مننا بيتربط من لسانه ومكنش العشم التخوين ده 
استقام سيد بهدوء عندما سعد بكشفه لمخطط بهجت مادام نيتك سليمة زعلان ليه 
ثم إن موضوع كلمة الراحل ولسانة أنا لاقتها عندكم بسيطة وممكن يلحس اللي قاله عادي جدا 
أما بالنسبة للعشم فده بقى اتحرق مع ومتشغلش بالك به 
ومن غير سلام عليكم انتوا خسارة فيكم السلام 
ثم انصرف تاركا خلفه من يستشيط ڠضبا من انكشاف خدعته هو وأخيه ليدلف رأفت علي أخيه سائلا ها عملت معاه ايه بلع التمثيلية 
ضيق بهجت عيونه كالثعلب وهو يهز رأسه رافضا ويقول ابدا كشفها ابن الصايعة 
ثم تعالي هنا انت مقولتليش عرفت منين موضوع ضياع الورقة دي خطأ دمر حياتي بقلم لولي سامي 
ابتسم رأفت بخبث قائلا الستات يا اخويا اول ما يعرفوا حاجه بتوصل للكل وبنت عمها رجعت البيت قلبت الدنيا على الورقة ومرات عمها حكت الموضوع لجارتها وهكذا لحد ما جالي وعرفت أنهم مسيرهم يكلموني 
نظر بهجت شزرا لأخيه قائلا أنا عارف عجبك فيها ايه
اشحال ما كنت كل يوم قرفان منها وتضربها وسيرتنا كانت على كل لسان عجبك الهم ده يرجع تاني 
نظر رأفت للاشئ وابتسم بحالمية وكأنه تذكر شئ رومانسي وعقب قائلا كانت احلى ايام 
صويتها كان في وداني اعذب الالحان 
شعر أخيه تجاه بالاشمئزاز ليلوح له بذراعه ويخرج وهو يقول مرييض 
خطأ دمر حياتي 
بقلم لولي سامي ليلى نظمي
البارت الرابع
ظل يسير في الدروب على غير هدى 
لا يرى اي طريق يسلك ولا يسمع من يلقي عليه السلام
كل ما يراه أمامه ظلام دامس يخطو تجاهه 
لا يعرف مصير ابنته ولم يسامح نفسه على ما اقترفه بذنبها 
تذكر حين أجبرها على الزواج منه حين كان يصطنع عليه ملامح الطيبة والأخلاق وبالرغم من خبرته الطويلة في التعامل مع البشر بحكم سنه 
الا أنه خدع فيه خاصة عندما كان من يتوسط إليه أخيه الكبير والذي كان معروف عنه التقوى والايمان بسبب أحاديثه المليئة بذكر الله ورسوله 
لم يصغي حين رفضته ابنته بحجة أنها لم يرتاح قلبها إليه واعتبر أنه سبب واهي ليضعها بيده في وكره 
لا ينكر أنه كما وضعها بنفسه كان هو نفسه من خلصها منه 
ولكن بعد أن ذاقت على يده مرارة العيش والذل والهوان 
لېعنف نفسه على ما اقترفه في حقها اعتقادا منه أن ما تم قد انتهى وستحيى حياة طبيعية بعد أن حاول اصلاح ما أفسده من قبل 
ليجد أن ذنبه لم ينتهي بعد ليستيقظ على كابوس استكمال نتائج فعلته ليجد ابنته في وضع اسوء من ذي قبل 
لم يعرف ماذا عليه أن يفعل وقد فرغت جعبته وباءت بالفشل كل مساعيه 
شعر پاختناق يتغلغل باوردته حتى وصل لعنقه حاول فك زر مئزره ليجده بالفعل محلول 
امسك رقبته وأخذ يدلك بها ربما سرى الډم بها ووصل إليها الأكسجين ولكنه كان يشعر وكأنه يخنق نفسه بيده ليغشى الظلام على رؤياه ولم يشعر بحاله إلا وهو مرتطم بالأرض 
بعد فترة شعرت شيماء وثناء والدتها بالقلق حيال تأخر والدها حاولا الاتصال عليه مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى 
لا تعرف اي منهم ماذا تفعل أو اين تذهب فلم تجد شيماء بد من الاتصال بعمرو ربما استطاع هو التصرف 
فور اتصالها به اجاب عليها لتندفع قائلة أيوة يا عمرو بابا خرج من العصر وكان رايح لبيت رأفت ومرجعش لحد دلوقتي وبتصل 
عم سيد معايا متقلقوش عليه 
قطع اندفاعها ليطمئنها وهو ينظر للمسجى أمامه على الفراش تتغلغل الدموع في مقلتيه 
بينما شيماء بالجهة المقابلة زفرت بارتياح وأخبرت والدتها ظنا منها أنه لجأ لعمرو أما بغرض أن يبشره أو بغرض استشارته وفي كلا الأمرين فقد اطمأنت على والدها 
بينما كان عمرو يحاول طمأنة سيد بأن كل شئ سيصبح بخير متقلقش يا راجل يا طيب كل شيء هيتصلح وهتخف وهتحضر فرحي أنا وشيماء كمان 
بس انت شد حيلك بقى علشان تسلمهالي بايدك 
نظر له سيد بامتنان محاولا التحدث ولكن لم يستطع أثر ما أصابه من شلل جزئي نتيجة ارتفاع في ضغط الډم 
بدأ القلق يسري باوردة شيماء ووالدتها فالليل انتصف ووالدها لم يأتي بعد 
شعرت أن هناك خطب ما ولولا أن حاډثها عمرو وطمأنها ما كانت اطمأنت وصبرت حتى هذا الوقت ولكن مع تأخرهم المبالغ شعرت هي ووالدتها بقلق عارم لتقرر الذهاب مع والدتها حيث منزل عمرو ولتطمئن بنفسها على أبيها قومي يا ماما خطأ دمر حياتي بقلم لولي سامي 
قومي نروحله علشان نطمن عليه مش هنفضل قاعدين حطين أيدينا على خدنا 
استقاما كليهما متوجهين الي غرقتهم لتبديل ملابسهم ليستمعوا لطرق على باب المنزل فركضت شيماء تفتح على عجل لتتسع رؤيتها حينما رأت والدها يسانده عمرو وأخيه ومنظر فمه الملتوية يوحي بما اصابه لتشهق شيماء وتضع يدها على فمها ليحاول عمرو اللحاق بالموقف وسعي يا شيماء وهحكيلك كل حاجه بس وسعي علشان عم سيد تعبان 
افسحت شيماء لهم الطريق ليعبروا بداخل المنزل الذي فور أن رأتهم ثناء لټضرب بكفها على صدرها من أثر الصدمة خطأ دمر حياتي بقلم لولي سامي 
ادخل عمرو العم سيد لغرفته واراحه على الفراش بينما وقفت شيماء ووالدتها بجواره يزرفون الدمع وهو ينظر لهم بتأثر وعجز وكأنه أراد أن يعبر عن عجزه الضمني في حل معضلة ابنته 
ليثبت لهم بالدليل القاطع عجزه الشامل حتى عن مجرد إبداء رأيه 
ساد البكاء والنحيب قليلا بينما أخذ عمرو وأخيه محاولة تهدأتهم 
بعد فترة جلس عمرو يسرد ما تم فجأة لاقيت عم سيد ماشي في البلد قريب من بيتنا 
وانا كنت راجع من الشغل حاولت انادي عليه بس مكنش سامعني خالص 
مديت وراه وفجأة لاقيته وقع من طوله ولا عارف كان رايح فين ولا جاي منين 
جريت سنده ووديته للمستشفى اللي حاولوا يلحقوا الجلطة 
والحمد لله لحقوها بس كانت سابت أثر بسيط والدكتور قال هيروح مع الدواء والحالة النفسية 
ظلت شيماء تستمع لعمرو وهي تنظر تجاه ابيها بأسف وندم ثم نظرت تجاه عمرو قائلة أنا السبب 
هو كان رايح لرافت واكيد ضايقه هو وأخوه 
ثم وجهت نظرها لوالدها ثانية حقك عليا يا بابا أنا السبب 
ظل سيد يحرك رأسه بالرفض مع تساقط عبراته الحارقه من مقلتيه بينما عمرو كان يجز على أسنانه وهو يرى كل هذا الظلم 
هو لم يعرف حتى الآن ماذا قيل لسيد حتى يصل لما وصل إليه ولكن من المؤكد أن الرجل قد تحمل فوق طاقته حتى خارت قواه 
ربت عمرو علي كف سيد الموضوعه بجواره محاولا طمأنته ليقول بوجه يحاول رسم الابتسامة به متقلقش يا عم سيد كل شيء هيتم زي ما عايز بالظبط بس شد حيلك وخف بسرعة علشان تفرح بينا 
امسك سيد بكف عمرو ووضعها على كفي ابنته وكأنه يوصيه عليها ويخبره بتحمل مسؤوليتها 
فهم عمرو مغزى سيد ليقتنص الابتسامة اقتناصا وينظر تجاه شيماء نظره يبث فيها كل مشاعر الاطمئنان والاحتواء قائلا بنبرة حانية ده في عنيا وفي قلبي كمان 
انقضى اليوم ليأتي اليوم التالي مقررا عمرو الذهاب لرأفت لمعرفة ما تم وإذا ما كان الأمر يسمح بتدخله أم لا
وصل عمرو لمنزل رأفت ليجد بهجت من يستقبله ليرحب به ويدخله ويأمر بالضيافة له ويوصي بأخبار رأفت بحضور عمرو لديهم خطأ دمر حياتي بقلم لولي سامي 
وصل لمسمع رأفت حضور عمرو بمنزلهم ليعود مهرولا من حيث كان 
جلس عمرو يتجاذب أطراف الحديث مع بهجت 
كان بهجت يحاول تغيير حديثهم عن هدفه حتى حضور رأفت 
حاول عمرو التحدث بالأمر فقال أنا جايلك يا حج بهجت بسبب عم سيد سمعت أنه كان عندكم وبعدكم خرج وجاتله صدمة عصبية للأسف إصابته بالشلل الجزئي 
فكنت اطمن منك ايه السبب اللي يخليه يزعل للدرجاتي لربما نقدر نحلها مع بعض 
وبأي حق وبأي صفة حضرتك بتسأل 
شئ ميخصكش 
كانت هذه الجملة صادرة من فم رأفت حيث استمع لسؤاله فأراد أن يجيبه هو ليستدير عمر تجاهه مجيبا بصفتي خطيب بنته وهو حاليا حمايا يعني في مقام والدي 
استمع رأفت لهذا ليدعي ضحكة صاخبة ثم قال خطيب بنته إزاي وبنته تبقى مررررررراتي !!!
ساد الصمت قليلا بينما عمرو أخذ يفكر في جملته ويحاول ربط الأحداث ببعضها كيف يقول انها زوجته 
هل يقصد أنهم ارغموا العم سيد علي إرجاعها إليه 
ام يقصد أن ليس هناك ما يثبت صحة طلاقهما پضياع الاثبات الوحيد لذلك 
ضيق عمرو عيونه سائلا بتحفز مراتك إزاي واللي اعرفه