رواية رااائعة بقلم لولي سامي
مهتزة
_ خطب النهارده............
وبيقولك ربنا يسعدك.
استمعت ميار لحديث اختها وشعرت وكان نياط قلبها ېتمزق
لا تعرف لماذا
برغم علمها منذ زواجها أنهم لم يجتمعا ثانية ولكن ربما كان لديها امل في تغيير شئ ما .
ربما الغيره التي تشعر بها أن غيرها سينعم بكل هذا الدفئ والحنان.
ربما شعرت أنها عاړية وليس هناك من يحميها مجددا فكانت تشعر هي بالحماية لمجرد وجوده حولها.
لم تشعر بعيونها وهي تزرف دموعا
لم تشعر باختها وهي ټحتضنها وتربت على ظهرها
وكل ما شعرت به أنها تتوق للنوم فسحبت نفسها من احضان اختها دون التفوه بكلمة واحدة ساحبه الغطاء عليها وكورت جسدها علي الفراش متخذه وضع الجنين وكأنها تحتمي بداخل نفسها من شئ ما.
كان يظن أنه سيرتاح لمجرد شعوره براحتها ولكن
هل بالفعل ارتاحت
هل شعرت الان بالأمان
هل اطمئن قلبها لابتعاده
وان حياتها ستخلو من المشاكل وظن الناس بها!
تمنى أن يكون ما فعله صحيح كما تمنى لها السعادة من كل قلبه.
ولكن غصة بقلبة تخبره أن هناك أمرا غير صحيح
مضى يومين لم يختلف فيهم الحال كثيرا فكلا علي حاله وحان اليوم وقت استلام نتائج التحاليل ليتوجه محمد وأبيه لاستلام التحاليل وقلوبهم ترتعد من توقعاتهم لما سيسمعوه ونفس الحال كان بباقي من بالمنزل الا ميار لم تهتم لما ستعلمه عن نفسها فهي رأت أنها حياة لا تجد فرقا إذا كانت بدون صحة أو بصحة مادامت تشعر دوما بالتعاسه .
_ معلش اضطرت تسافر مع جوزها فقولنا نعرض عليك التحاليل لحد ما ترجع بالسلامة.
اومأ الطبيب برأسه وأخذ يتطلع إلى كل التحاليل الذي طلبها ومن ضمنهم تحاليل العائلة لينحي كافة التحاليل جانبا ماعدا تحاليلين فقط قائلا
فاذرأ لعاب توفيق توترا واومأ برأسه ليسأله الطبيب إذا ما اشتكى من قبل باي عرض واستفسر منه في عدة اسأله
ليجيب توفيق علي كل حديثه
ثم مسك الطبيب بالتحليل الاخر قائلا
_ وده تحليل مدام ميار .
ثم وضع الطبيب التحليلين بجوار
بعضهم على المكتب لينظر لهم بوجه باسم قائلا
اندهش كلا من توفيق ومحمد لينظروا لبعضهم ثم للطبيب بنظره قلقة مستفسرة فلم يصمت توفيق وسأله بوضوح قائلا
_ حضرتك تقصد المړض اللي عند بنتي عندي انا كمان
ابتسم الطبيب قائلا بعملية تامة
_ نص اجابتك صحيحة
فعلا اللي عند بنتك عندك او بالأصح اللي عندك هو نفسه عند بنتك لكن موصلش لمرحلة المړض.
لم يدركا كلاهما مقصد الطبيب ليستفسر محمد قائلا
_ معلش يا دكتور ممكن توضح احنا بصراحة مش فاهمين حاجه.
اومأ الطبيب وخلع نظارته الطبيبة ثم قال
_ افهمك عموما في الطب بيكون في معدل لاي إنسان طبيعي في كل حاجه في الطول والوزن والنمو حتى عدد الكرات البيضاء والحمراء بتكون بتتراوح بين عدد معين لو حصل زيادة أو نقصان ده بيكون بمثابة جرس انذار لينا كأطباء وللمريض بنعرف من خلاله إذا كان في مشكلة بالجسم واحيانا الأمراض ده بتكون وراثة الأبناء بتورثها عن اهاليهم وطبعا بيكون في تاريخ مرضي في العيلة أو على الأقل بتكون في شكوى حصلت حتى لو صاحب الشكوى مهتمش .
اومأ محمد وتوفيق برأسهم ليردف الطبيب مكملا
_ في حالة ميار كانت في نهاية المعدل الطبيعي اللي بينبهنا أن في مشكلة
وعلشان كدة طلبت الاول اشوف الموضوع وراثي ولا لا
ولو وراثي حصل اي شكوى منه ولا الوضع تمام
وفعلا لما شوفت تحاليلكم كلكم لاقتها سليمة مفيهاش حاجه وتحاليل الوالد قريبة جدا من تحاليل مدام ميار وبما أنه مشتكاش من حاجة وبما أنه مازال في المعدل الطبيعي بس في نهايته وانتوا لما جيتوا كشفتوا كان بناء على شك طبيب لمجرد اضطراب في عدد الكرات بناء على اكتشاف المعمل ليس إلا مش بناء على شكوى لا قدر الله
فنقدر نقول الوضع تمام مفيش اي مشكلة لا عند الوالد ولا بنته.
اتسعت أعين كلا
من محمد وتوفيق وبدأت الابتسامة تشق ثغرهم وهم غير مصدقين لما سمعوا ليرفع توفيق كفه لفمه ويقبل وجه كفه وظهره حامدا ربه بينما محمد استقام ودار خلف المكتب يعانق الطبيب ويشكره على الاخبار السعيدة تلك
لينتهي الكشف وينتهي معه كافة الشكوك المقلقة
ويتصل توفيق بزوجته عزة يزف لها هذه الأخبار السارة لتنهمر دموعها