رواية روعة
فمها فى انزعاج
محدش قالها تنزل تجيب أكل لوحدها ...قال ايه عايزة تتمشى انسانة غريبة
نهض محمود قائلا في ضيق
البنت ضيفة عندنا يا سميرة لو جرالها حاجة نقول لايلينا ايه بس ..أنا ابتديت اقلق البنت غريبة عن البلد ممكن أي حد يضحك عليها
شعرت بالحنق أكثر وهي تتابع ولدها ينظر الى مدخل المشفى شاردا وهو يقضم أظافره كعادته منذ الصغر ان توتر قلقه عليها كان واضحا وشعرت معه بخطۏرة تلك الصوفيا التى يزداد تعلقه بها يوما عن الأخر ...ودت لو امتلكت من الجرأة ما يكفى لتتحدث الى ايلينا بأمرها
نعم يا بابا
اقترب محمود مربتا على كتفه وهو يخبره
صوفيا نزلت وقالت أنها هتجيب حاجات من السوبر ماركت ومش معقول ده كله تكون مخلصتش ...أنا خاېف يكون جرالها حاجة انزل شوفها يابنى
حنق زين وغضبه عليها ومنها ومن تصرفاتها الحمقاء لم يستطع أن يخفيه وهو يهمس من بين أسنانه
قطب محمود جبينه في ضجر
زين انا مفياش حيل اناهد انزل شوفها
ولم يكن زين بحاجة الى أمر أبيه ليفعل كان سيتحرك دون أن يطلب منه ذلك فهو رغم غيظه وحنقه منها الا أن قلقه عليها يزداد وهو يتخيل تعرضها لأي خطړ فهي فى النهاية وقبل أي شىء حبيبته ... لم يعد له حيلة فى الخروج من دوامة مشاعره نحوها فقد فقد السيطرة تماما وخرج الأمر برمته عن قوة أي ارادة لديه يكره شعور القلق الذى ينتابه وهو يتخيلها لاتعبأ به تماما يتمنى لو تمكن من رقبتها فخنقها بيده كما خنقته وأوقفت انفاسه وهى بين ذراعي هذا الشاب صباحا ذهب الى المتجر القريب وتفاجىء بما لم يكن فى الحسبان...
لم يمهلها فرصة لتنطق اذ أطبق على ذراعها فى قسۏة وهو يهتف غاضبا
انت ايه بالظبط ...انتى ايه ...انتى ازاى مقرفة كدة ...
فغرت فاها وشهقت فى صدمة وهى لاتعرف عما يتحدث وبما يعنى بوصفها بهذا اللفظ فواصل وهو يضغط على ذراعها اكثر
الصبح ألاقيكي في حضڼ واحد ودلوقتي نازلة من عربية واحد تاني ...كنتي بتعملي ايه معاه ...ميفرقش معاكي المهم أي واحد وخلاص ...طبعا ماهو أصلا محدش عرف يربيكي ولا يعلمك الأدب
لمح بعينيها نظرة قهر وانكسار وهى تحاول ان تفلت ذراعها من قبضته القوية فأرخى يده لتقول فى الم وبصوت متقطع
ريان يبقى عمي على فكرة ...ولما كنت فى السوبر ماركت في ست اغمي عليها وأنا طلبت الاسعاف وروحت معاها المستشفى عشان ست كبيرة ومعهاش حد ولما ابنها جه أصر أنه يوصلني عشان أنا مكنتش أعرف أرجع لوحدي
فى أي اټهامات أو تجريح تانى
تنهد فى عمق وهو يترك ذراعها ويطرق برأسه أرضا .. ماالذي فعله مالذي تفوه به
لماذا لم يسألها فحسب... لماذا فقد تعقله ووضعها في قفص اټهامات نسج خياله وحده قضبانها من شكوك ليس لها أساس لحظة غيرة أفقدته كل عقله أفاق على حركتها وهي تنسحب من امامه فحاول ان يوقفها قائلا
صوفيا أرجوكي استني
نظرت له في انكسار وكأنها تخبره أن أملها خاب فيه لم يكن أمامه سوى أن يتركها ريثما يرتب افكاره هو الآخر ويعرف كيف سيصلح ماأفسده...
ليعرف كيف سينتقي حبه من كلمات ما يمكنه أن يمحو ما انتقاه غضبه وغيرته من أكثرها قسۏة ..
استرجع ما تفوه به من جديد ومعه عادت نظرتها الکسيرة تحاصره فهتف في أعماقه في حزن
غبي يا زين ...غبي
وضعت ايلينا علبة الدواء الخاصة بها في نظام على المنضدة بعد أن تناولت جرعتها المعتادة الذي وصفها لها الطبيب بعد خروجها من المشفى كانت تفكر في أمر يوسف وما يجب عليها أن تفعل فقد تعافت تقريبا وتستطيع السفر من الان ..
ولكن هي لمست التغيير الذي طرأ عليه وفي الوقت ذاته تخشى أن يكون مجرد تغيير مؤقت من أجلها نعم هي تحبه ولكن هل يكفي الحب وحده وقفت أمام المرآة ترتب شعرها الغجرى المموج حين سمعت دقات على الباب نظرت الى هاتف صوفيا على المنضدة وابتسمت فى تهكم لابد انها عادت بعد دقيقة من خروجها لأنها نسيته متى تتوقف تلك الفتاة عن نسيان أشيائها فى كل مكان حملت الهاتف وهي تحتفظ بابتسامتها وتعد كلمات السخرية على ثغرها كالمعتاد فتحت الباب وهى تتأهب للحديث فبقى ثغرها مفتوحا بل اتسع اكثر واكثر فى ذهول وهى ترى يوسف يقف أمامها وهو بدوره تسمر فى مكانه محاولا ان يخفى انفعاله وانبهاره بجمالها الأخاذ فلأول مرة يراها بدون حجابها وبملابس عادية شعرها كان غجري مثير يمتد الى نهاية ظهرها وقد ارتدت بنطالا ضيقا من الجينز عليه كنزة قصيرة زرقاء تصل بالكاد الى خصرها لتبرز منحنيات جسدها فى دقة تخلص هو من ذهوله بشكل أسرع وهو يقول بعد ان تنحنح ليتصنع الجدية
لو سمحتي يا انسة أنا عاوز ايلينا ..حضرتك صاحبتها
رفعت حاجبيها وقد خلصتها مزحة يوسف من توترها هي زوجته على أي حال ولن يحدث شىء ان رآها هكذا ردت فى جديه
نعم يا يوسف فى ايه ..علي فى مدرسته وصوفيا مش هنا
ابتسم في نفسه فالفرصة أمامه متاحة تماما فتمادى فى مزاحه اكثر قائلا
يا انسة لو سمحتي انديهالي مراتي
نظرت الى هيئتها قبل أن تقول في غيظ وهى تهم بغلق الباب
طيب روح دور على مراتك في مكان تاني
تلقى الباب بيده ليمنعها من غلقه قبل أن يدخل هو لمواجهتها ويغلقه خلفه قائلا وهو يكور وجهه
ياباى عليكى الواحد ميعرفش يهزر معاكى ابدا
عقدت حاجبيها في تذمر وهي تراه يجول بعينيه على جسدها كأنه يتعمد ارباكها نظر الى جسدها المنحوت والذى تخفيه بحجابها ولها الحق فى ذلك وان لم تفعل لطلبه منها فلن يسمح لغيره بأن يرى كل هذه الانوثة ليمتع ناظريه بهما ..
احتضنت نفسها قائلة فى توتر
يوسف عاوز ايه
ابتسم وهو يقترب منها قائلا
ايه الجمال ده كله
ازدردت ريقها واحمرت وجنتيها وانتفضت وهو يمد انامله يلامس شعرها الغجرى هامسا في نبرة مؤذية لارادتها الهشة
تعرفى اني طول عمرى بعشق الشعر الغجرى ده ..اوعى تعملي فيه أي حاجة أنا عايزه على طول كدة
كاد ان يمد يده الاخرى لتتجول فى خصيلات شعرها اكثر لولا ان مدت يدها لتنزل كفه فى عڼف هاتفة
يوسف انت بتعمل ايه انت اټجننت
تراجع خطوتين قائلا وهو يضع يديه فى جيبه
اټجننت ...واضح انك نسيتى ان احنا متجوزين
ردت فى عناد طفولى وهى تضع يدها فى خصرها
صورى بس واحنا اتفقنا على الانفصال
عض على شفتيه ونظر الى اليمين والى اليسار قبل ان يخلع سترته ويلقى بها بعيدا ويشمر قميصه عن ساعديه ويخلع ساعته وهي تراقبه فى قلق وتقول فى تلعثم
انت هتعمل ايه
اقترب منها فى بطء ممېت وعيناه تخترق جسدها بوقاحة أكثر
هبطلك تقولى كلمة صورى دى تانى
ابتعدت في هلع وهي تشير بسبابتها تحذره
يوسف اعقل بلاش جنان
اقترب اكثر وهو يخبرها في عبث
الجنان هوا الحاجة الوحيدة اللى تنفع معاكى
وقبل أن تنطق جملة أخرى كان يدفعها على أريكة قريبة ليسقط فوقها بدوره...
اقترب بوجهه منها حتى تلاحمت أنفاسهما سويا وتشابكت أنامله مع اناملها وهو يقيدها عن الحركة تماما و يهمس أمام شفتيها
ايه رأيك بقا لو فعلتلك الجواز ده دلوقتي حالا
الفصل الثالث عشر
تعالت نبضات قلبها حتى اصطدمت بصدره القريب منها وهي تلهث في توتر بالغ وتهمس فى ضيق لا تعرف هل تشعر به حقا أم انه سراب من محض عنادها لمشاعرها تجاهه
يوسف قوم مينفعش كدة
اقترب بوجهه أكثر حاصر ما تبقى من ارادتها بنظراته المشتاقة ...
بأنفاسه العاشقة لعناق كل جزء من ملامحها ..
هدمت جاذبيته ما تبقى من عنادها بسهولة لم تتخيلها ...عليه اللعنه الى أين يأخذها لابد أن تفر منه قبل أن تتورط به أكثر ..
حانقة عليه وخجلى ولكن ...
صراع بداخلها يحتدم مابين القلب والعقل وهي لاتعرف الى أي جهة تنحاز ..ارتعدت أناملها فأحكم أنامله حول كفها يدعمها ويعطيها الأمان بلمسة حين أدركت تأثيرها أفلتت دمعة عجز من عينها دون قصد وهمست بصوت متهدج
يوسف ..أرجوك أنا مش قادرة أتوازن نهائي وجودك بيربكني ومش بيخليني عارفة أفكر ..أنا عاوزة أبعد ...لا أنا عاوزة ....
قاطعها وهتف بكل حنان الدنيا
بحبك
انطلقت من قلبه الى شفتيه فلم يعد للعقل وجود ..أصبح للمشاعر كامل السلطة والقرار ...
شهقت من اعترافه الواضح والصريح ... فمال أكثر ليلامس جبينه بجبينها قائلا
مش بس بحبك أنا بعشقك يا ايلينا ...اديني قولتهالك ...من النهاردة مش هتبعدي ولاهتروحي في أي مكان ..من النهاردة أمانك وسكنك وحمايتك هوا أنا ..مش بعد ما خليتى قلبى يدق ترجعى تخلي بيه
انهمرت دموعها أكثر ...اهتزت شفتيها تحاول النطق فذابت الكلمات في حرارة أنفاسه القريبة ..امتدت أنامله يمسح دموعها تدحرجت نظراته الى شفتيها المرتعدتين ...تريدان أمانه ربما ..تريدان تصديقه على وعده وسيفعل ..اقترب فى بطء اليهما وقبل أن ينالهما بأولى قبلاته وضعت أناملها على شفتيه و تنهدت في عمق وهي تخفض رأسها...
أغمض عينيه للحظات قبل أن ينهض من فوقها لتنهض بدورها معطية اياه ظهرها للحظات أخذت تعبث فيها في شعرها الغجرى قبل أن تتنهد مجددا وتلتفت اليه قائلة
وانا كمان بحبك يا يوسف
وقبل أن يقترب منها أوقفته بكفها قائلة
بس تفتكر الحب