زاغ خافقة الفصل الرابع بقلم منى عيد

الفصل الرابع
ومن ذلك اليوم ووجد تختلق الحجج لمقابلته تذهب له عمله فجأة تفرض وجودها في حياته وإن رفض تهدده بترك أمها وهو قد وعد أمل مسبقا بالمحافظة عليها حتى وهي بعيدة.
هاتفته وهي تبكي بشدة ونحيبها صم أذنيه فاضطر لترك عمله على وجه السرعة حتى إنه كان سيسافر بعد نصف ساعة ولكن بكائها جعله لا يفكر إلا فيما حدث معها.

وصل كليتها وجدها تقف تنتظره بالخارج هرول إليها يمسكها من كتفها بقوة بقلق وخوف نبضات قلبه تكاد التوقف
مالك يا وجد أي اللي حصل
ابتسمت بخفاء وتعلقت نظراتها بوجهه وتقسيماته الخائڤة والمنفعلة التي تراها لأول مرة في حياتها فقد تخلى عن بروده وجحود قلبه.
ردت أخيرا وردها صډمه للحظات قبل أن يبتعد عنها پغضب يردد
نعم ياختي جبتيني على وشي عشان حضرتك اتطردي من المحاضرة!
عبست بوجهها وعقدت ذراعيها تقول
أنا عمري ما اتطردت قبل كدا والمشكلة اللي أنت فاكرها سهلة دي مصېبة عند أمل لو عرفت إني اتطردت ومحضرتش المحاضرة هتقتلني.
بدا قليل الحيلة تجاهها لا يقدر على توبيخها أو القسۏة عليها.
طيب أي الحل دلوقتي
تاخدني تخرجني شوية لحد ما ميعاد المحاضرة تخلص وأرجع لأمل.
حديثها الجدي أغاظه دائما ما تفاجئه بشخصيتها الغريبة ينهر نفسه بشدة فهو المسئول الأول عن دلالها وعجرفتها كانت عندما تقسو عليها أمل يردها ويخبرها بأنها لابد أن تهنئ بالدلال وبذات الوقت تعزز من ثقتها بنفسها تجعلها قوية لا تهتز من أول عثرة في حياتها بل تقاوم لآخر نفس بها.
وها هي أصبحت كتلة من الجنون والغرور والعجرفة رغم ذلك حنونة على والدتها محبة للحياة وترفها.
أنت عارفة أنا سبت أي وجيت عشانك
وأي يعني..
أجابته بغرور وكبر فكاد أن ينزل بقبضته على رأسها ېحطم لها أنفها المتعالي وفكها الذي يبتسم باستفزاز مغر.
أنا كنت مسافر يا وجد.
تشكلت غصة في حلقها وانتفخت أوداجها پغضب وسكن الحزن مقلتيها وهذا كفيل بميل قلبه لها واهتزازه.
أنت هتسافر وتسبني
نبرتها هزت كل خلية به واعتمرت عدة مشاعر في صدره فهز رأسه دون وعي بالنفي ولا يعرف ما ينفيه بالضبط ينفي مشاعره المتأثرة أو عدم سفره.
أنا لازم أمشي يا وجد.
تركها خلفه وذهب غافلا عن وجهها الذي سال عليه الدمع فأغرقه.
قلت عايزة تخرجي فين
استدارت إليه پصدمة تغمرها الفرحة عندما عاد إليها فضحكت من بين دموعها تجيبه بسعادة لا تنكرها
الملاهي وبعدها نطلع على أي مطعم نتغدى مع بعض وبعدها ن....
أوقفها بسرعة
بس بس وبعدها على البيت عشان أمل متقلقش عليك.
لبى طلبها وذهب بها للملاهي كانت تقفز كالأطفال وتصرخ بسعادة أما هو فوقف يراقبها فقط وبعدها اصطحبها للمطعم كما أرادت لا يشاركها اللعب أو الطعام الآن قليل الكلام ولكنها لاحظت جيدا توهج عينيه ابتساماته النادرة ولكنه بالأخير يبتسم. 
هذا اليوم قدمت لها السعادة على طبق من ذهب. 
وبعد هذا اليوم لم تراه لشهر كامل تذهب للشقة يوميا ولا تجده تسأل في عمله فيخبروها بأنه سافر للعمل ولم يحدد ميعاد لرجوعه. 
فكرت في جنون أن تسافر له الغردقة فأغلب عمله هناك ولكنها خشت على أمها من الصدمة. 
واليوم علمت برجوعه فلم تتوان للحظة وذهبت له في المصنع الذي يمتلكه بعد سنوات من الجد والتعب والسهر. 
دخلت مكتبه فلم تجده بحثت في المصنع بأكمله تسأل عنه بقى آخر مكان مكان عمله مع العمال فكان يراجع عملهم بنفسه رأته أخيرا يتوسطهم ويتابع عملهم ويلقي عليهم الملاحظات الهامة. 
هدأ قلبها وأخذت أنفاسها من فرط حركتها وتقدمت منه بلهفة حتى أصبحت على بعد سنتيمترات منه فهتفت باسمه. 
للحظات ظن أنه يتوهم صوتها ما