زاغ خافقة بقلم منى عيد
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
الفصل الأول
زاغ خافقه.
لم تتم عمرها التاسع عشر بعد وقد ترملت ورفض أهل زوجها الراحل المكوث معهم أو حتى النفقة على طفلتها ذات التسعة أشهر ولم تطيقها زوجة أخيها للعيش معهم وكانت تسيئ معاملتها فأخيها لديه من الأطفال ما يكفيه وحالته المادية لا تفي بمتطلبات الحياة اليومية.
وحال بها الأمر للجوء لابن عمها غير الشقيق يصغرها بخمسة أعوام يعيش في شقة بمفرده استقبلها بحفاوة هي وطفلتها التي خشى حتى الإمساك بها ولا يعرف ما السبب.
_ أدخلي نامي دلوقتي يا أبلة أمل وربك هيحلها مټخافيش.
نهضت بحرج هاتفة
_ أنا آسفة يا عامر هتقل عليك بس مليش غيرك والله أشتغل بس وهنقل من الشقة...
_ متقوليش كدا يا أبلة أمل الشقة اعتبريها بتاعتك.
تبسمت له براحة وخاصة لبشاشته معها وتفهمه لها ولوضعها.
استيقظت في الثامنة مساء وقد نامت لوقت طويل من إرهاقها دخلت الحمام لتنعش جسدها بدوش بارد خرجت من غرفتها تطمئن على ابنتها التي تركتها على الأريكة في غرفة الجلوس الصغيرة.
وجدته يبدل لها ثيابها بأيدي مرتعشة خائڤة كتمت ضحكتها وتقدمت منه أخذتها منه
ابتعد خطوتين بصمت وشرعت هي تبديل ملابس طفلتها فسألته بمرح
_ أنت خاېف كدا ليه مش هتعضك على فكرة.
رافقت ضحكتها كلمتها الأخيرة ولكن لم يبادلها عامر الضحك بل عبس مجيبا ببساطة
_ مش بعرف أتعامل مع أطفال.
دهشت من رده ولكنها لم تعلق.
مرت الأيام سريعا وقد تحسنت حالة أمل وخاصة وجود عامر بجانبها الذي يشاركها في كل أعمالها حتى طفلتها يحملها عنها عندما تكون مرهقة تريد النوم أو تعمل بالشقة.
في عامها الأول بالدراسة أخذها عامر تتمسك بأصابعه بقوة تقفز بسعادة وفرحة طفلة أول يوم لها.
حياتها تمحورت حولهما عامر وأمل لا أصدقاء لها هما فقط.
عامر يهتم بها دائما يحضر لها الحلوى يأخذها الملاهي يبتاع لها ما تحبه رغم صمته الدائم معها يشاركهما الشقة والطعام وقراراتهما وكل شيء.
توترت وجمد جسدها عند رؤيته يتعالى رجيف قلبها عندما يقف أمامها أصبحت تخشاه بقوة وهذا حدث بعدما جاء متأخرا ذات ليلة وتجادل مع أمل والدتها والجدال تحول لمشاجرة وكاد عامر صفعها حتى تراجع في آخر لحظة وترك الشقة صاڤعا الباب خلفه پعنف.
لا تعرف سبب مشاجرتهما ولكن الأمور عادت لطبيعتها رجع الشقة وعادت حياتهم لطبيعتها ولكن تحذيرات والدتها معها لا تفارقها لحظة.
يأتي آخر الليل تكون هي ووالدتها ذهبا في النوم ويتحرك في الصباح الباكر حتى الفطار يتناوله بعمله وأغلب الوقت لا يمكث في الشقة فهو كثير السفر لعمله.
اليوم هي في الصف الثالث الثانوي كانت تأخذ حصة عند مدرس خصوصي تفاجأت به يقف ينتظرها خارجا متكأ على سيارته.
تلعثمت في الحديث وسألته متحاشية بغيظ نظرات صديقاتها له المعجبة
_ فين ماما قالت هتيجي تاخدني.
هز رأسه نافيا