زاغ خافقة بقلم منى عيد
وقال بهدوء مقتضبا بإجابته
_ عندها إجتماع مهم وهتتأخر.
فتح لها باب السيارة الخلفي وركبت ليغلقه بعدها واستقل هو مقعد المقود.
وصل بها بيته فترجلت من السيارة أما هو فلم يتحرك أبدا أخرج مفاتيح البيت من جيب سترته وناوله لها مردفا
_ اطلعي البيت واقفلي عليك لحد ما أمك ترجع.
نادته بنبرة خرجت رقيقة رغما عنها
_ عامر.
_ وأنت هتروح فين
_ هنام هنا ف العربية لحد ما أبلة أمل ترجع.
صعدت للبيت وأبدلت ملابسها بأخرى بيتية ووقفت بالمطبخ تحضر عشاء خفيفا لها لينتهي بها الأمر ببعض الشطائر.
تذكرت عامر من المؤكد لم يتناول أي طعام بعد أحكمت طرحتها على شعرها وأخذت طبق الشطائر ونزلت له.
دقت على نافذة السيارة ففتح الباب لها وقسمات وجهه مشدوهة ركبت بجواره وناولته إحدى الشطائر متجنبة خۏفها منه فهو لن يأكلها كوحش جائع.
تجاهل حديثها والتهم الشطيرة لتناوله الأخرى تخفي بسمتها عادت تسأله سؤالا أخر
_ هو أنت مش كنت مسافر رجعت أمتى
رد بجمود تتعجب له
_ خلصت شغل ورجعت كلمت أبلة أمل اطمن عليها فطلبت مني أجيبك من الدرس.
صمت وقد أفاض في حديثه ولأول مرة معها.
صمته يغيظها يجعل أحشائها تتلوى ولا تعلم السبب ربما لا تحب أن يتجاهلها أحد فالجميع يغدق عليها الإهتمام ونظرات الإعجاب تلاحقها أينما ذهبت ولكنه هو بارد جدا.
لم يفهم كنه سؤالها سؤالها مبطن لا يحدد مقصده مباشرة.
ولكنه أجاب بثلاث كلمات مقتضبة
_ مفيش بنات حلوة.
غروره أجج الڼار بداخلها فقالت بشظف
_ أكيد طبعا ما شوفتش بنات أجمل مني.
حدق بها للحظات نظرات غير مفهومة فقال ببرود
_ اطلعي البيت يا وجد.
لم تحرك ساكنا مازالت تتصل مقلتاها بمقلتيه الغامضة كشخصيته وكل شيء به.
_ قلت اطلعي.
قفزت سريعا من السيارة وركضت للبيت وعادت بعد دقائق وبيديها لحاف ناولته تقول
_ خد دا عشان البرد.
ناولها الطبق الذي نسته وأخذته وصعدت للبيت.
دعاها هي ووالدتها لتناول العشاء بالخارج إحتفالا بنجاح وجد وتفوقها في إجتياز الصف الثالث الثانوي فرحتها بعرضه أكبر من فرحتها بنجاحها.
ذهلت أمل من ما تراه فهتفت بها
_ أي اللي أنت حاطاه دا يا وجد
تلعثمت في الكلام وقالت تزيل الحرج عنها
_ حبيت أكون جميلة النهاردة إحتفالا بالمناسبة الحلوة دي.
_ غريبة!
تمتمت بها أمل فذمت وجد شفتيها لتقول
_ يعني أول مرة تهتمي بالميكب وكدا.
أمها محقة فهي لا تهتم به لديها ثقة تامة بإن جمالها يكمن في شخصيتها وليس فيما تضعه على وجهها.
ولكنها الأنثى الماكرة بداخلها تحدتها بتمرد أن تلفت نظره إليها.. لا ليس لها بل لجمالها فقط وأنها فتاة فاتنة بحق بنظرة منها يعتمر الإعجاب بل والإفتتان بها في قلوب من يراها.
رأيه سيؤثر بها حتما غير أي شخص آخر لأنه من النوع الذي لا تجذبه الفتيات فإعجابه بفتاة يعني أنها حقا تستحق.
خيب أملها عندما رمقها بلامبالاة لتتميز غيظا وصلوا المطعم وطلب عامر العشاء لهم ودارت بعض الحوارات بينه وبين أمل ولم تتدخل بها وجد إلا لماما فيما يخصها ولم تحيد ولا نظرة منه تجاهها فكادت ټموت كيدا.
ألم يراها أعمى هو! كم هي جميلة مبهرة لافتة لأي شخص لم تزل العيون عنها بداية من دخولها للآن وهو بعالم آخر.
لم تأخذ بالها أنها تأففت بصوت