الأربعاء 08 يناير 2025

زاغ خافقة بقلم منى عيد

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

عال إلا عندما سألها عامر ببرود
_ فى حاجة ولا أي 
هزت رأسها وقالت
_ عايزة أروح الحمام. 
نظرت لوالدتها تخبرها وجدتها منشغلة بالهاتف وقد هاتفها أحدهم من عملها. 
وقفت بيأس منه ومن كل شيء يحيط بها فوقف عامر معها ورمقته بنظرات مستفسرة فأجابها بجدية
_ هوصلك للحمام تعالي. 
لا يخفى عليه نظرات الرجال المتوهجة لها وإعجابهم بها ولكن ليس بيده حيلة لفعلها ولا سيما تلك الأوضاع التي تتخذها لتصور ذاتها لم تترك مكانا حتى إلتقطت به العديد من الصور كأنها ستنسى ذاتها إن ما تصورت. 
يتململ على كرسيه ينظر تجاهها پغضب دفين ود لو شوه لها وجهها الذي تتغنج بجماله كل حركة تتحركها تأجج النيران المستعرة بداخله. 
حكم أمره وهب تجاهها وسألها بحدة وعصبية
_ أنت بتعملي أي مش هتبطلي زفت تصوير. 
ردت تستفزه بإنوثتها الرقيقة
_ طب صورني أخر صورة المكان هنا تحفة. 
حماسها لهفتها أجبراه لموافقتها إلتقط منها الهاتف اتخذت وضعها تنتظره فقرب الصورة في الهاتف قبل أن يلتقطها أخذ يقربها ويقربها حتى ظهر وجهها فقط بكامل شاشة الهاتف تفرس في ملامحها فارتعشت شفتاه بشكل ملحوظ واتنفضت يده توه فقط أدرك ما تضعه من مستحضرات تجميل صاخبة مثل شخصيتها المتمردة لون شفاهها لافت جدا وو...
أغلق الهاتف وأمسك بكفها وضع به هاتفها وسحبها خلفه پعنف وهي تتلوى بيده تزمجر به
_ سيب أيدي يا عامر الناس هتاخد بالها. 
وقف قبالتها يهدئ من روعه وهتف بها
_ هي لسه هتاخد بالها! من وقت ما دخلت والكل واخد باله يا هانم. 
أحست بخطأها هنا ولامت نفسها ولكنها لن تظهر له فهي لم تخطئ أبدا فليبقى هذا وجهة نظره بها. 
وصلوا أمام البيت فترجلت هي وأمل فمالت أمل على نافذة السيارة قائلة
_ مش هتنزل يا عامر الوقت اتأخر. 
رفض الطلوع معهما وقال دون أن ينظر إليهما
_ عندي شوية شغل هخلصهم وأرجع. 
هزت رأسها ليتحرك بعدها. 
دخلتا البيت فرمت أمل بجسدها على الأريكة في حين سألتها وجد مستنكرة هدوء والدتها
_ مالك يا ماما حاسة إنك مش بخير. 
ابتسمت أمل بوهن وردت بهدوء
_ متقلقيش يا حبيبتي أنا بخير شوية ضغط ف الشغل بس. 
هزت رأسها بعدم إقتناع وصړخت بحماس
_ أي رأيك يا أمول أعمل فشار ونسمع فيلم أكشن
اعترضت أمل بخفة
_ أنت لسه هتسهري تاني يا وجد! كفاية كدا روحي نامي يا حبيبتي. 
ترجتها بإلحاح
_ بليز مامي عامر مش هنا وأول ما أحس بيه تحت البيت هدخل أوضتي أشطا 
قلبت عينيه وقبلت
_ أوك بس متتأخريش. 
دخل الثانية ونصف بعد منتصف الليل وسط الظلام الدامس إلا من ضوء التلفاز عقد حاجبيه وتشنج جسده فور رؤيتها متكومة على الأريكة وقد ڠرقت بالنوم ولم تغلق التلفاز. 
ناداها من بعيد حتى تستيقظ ولكن صوته لم يصل لها فتقدم خطوة وأخرى مصاحبة لندائه عليها. 
هبت كرياح عاصفة عندما أحست بظل يميل عليها وأنفاس ساخنة تلفحها سرى الدفء إلى أوصالها بسببها وقفت لتجده يقف بعيدا عنها بأمتار ربما من هوسها كانت تحلم. 
ارتبكت كثيرا ووضعت حجابها على شعرها وشدت ثيابها لأسفل حتى تواري قدميها وحادت نظرة خاطفة منها تجاهه فرأته منشغلا تماما بهاتفه ولم يعيرها اهتمام قط. 
تحركت لغرفتها لتمر من جواره فوقفت على صوته الأجش الهادي في ظاهره فقط
_ متناميش بره تاني وبلاش سهر لوقت متأخر. 
أوامره أحرقت قلبها وزادت من إشعال غيظها منه فتشدقت
_ وأنت مالك أسهر زي ما أنا عايزة. 
زجرها بنظراته فأضافت
_ أنت بترجع براحتك وتيجي وتمشي براحتك وأنا كمان أعمل اللي يريحني وبعدين أنت كنت فين أكيد كنت مع بنت صح 
تجاهلها وتحرك نحو المطبخ ومازالت تتابعه بثرثرتها
المحببة.. من قال إنها محببة! ثرثرتها خانقة لأبعد حد. 
_ أنت هتعمل أي رد عليا الأول معتقدش إنك كنت ف شغل للوقت دا. 
رد بنفاد صبر وعصبية بعدما وضع ملعقتين صغيرتين من السكر بكوبه
_ بعمل قهوة زي ما أنت شايفة وبعدين بتسألي كل الأسئلة دي ليه هو أنا كنت جوزك لا سمح الله!
جملته دغدغت كل خلية بجسدها وجعلت قلبها يصبو إليه ولكنها استجمعت ذاتها وردت بكبرياء وغرور
_ هو أنت تطول. 
اتسعت حدقتاه پغضب وتحفز جسده فتقدم منها بخطړ لترتد للخلف عدة خطوات وهتفت سريعا
_ القهوة فارت. 
استدار للقهوة لتستغل الفرصة وتركض لغرفتها محاولة تهريب خۏفها وتوترها من قلبها إثر تلك اللحظات الجامحة بشكل لا يبشر بل نذير خطړ.
مرت فترة ليست بالقصيرة عليهم بعد هذه الليلة وعامر لم يظهر في حياتها قط فسافر لعمله حياته العملية كل يوم في تطور هائل فهو شاب طموح مكافح يفني حياته بالعمل لكن هذه مرته الأولى التي يغيب بها بهذا الشكل يغيب عن وطنه. 
أشقاها غربة غربة الجسد عن روحه افتقاده لوطن أحدهم.
ظهر أخيرا ولكن بمشاجرة مع والدتها تحت البيت بعدما أقلها من عملها ولأول مرة تطلب منه والدتها مساعدته في أن يحضرها من عملها. 
لم يصل صوتهما إليها رغم إنها مشاجرة كبيرة ذات نقاش حاد على ما يبدو وانتهت برحيل عامر وولوج والدتها المنزل. 
ركضت إليها تسألها بتوجس
_ ماما أي اللي حصل بتتخانقي مع عامر ليه 
تنهدت والدتها وهوت على الأريكة بضعف فأحضرت لها كوب من الماء فارتشفته أمل كاملا لتقص عليها بعدها سبب مشاجرتها
_ قلت له إني هتجوز وهسيب البيت خلاص وهو اتعصب كعادته فاتكلمنا بحدة شوية بس مش أكتر. 
كانت على علم بطلب زميل والدتها بالزواج منها وفرحت كثيرا بهذا رغم اعتراضها بداية ولكن والدتها تستحق السعادة فهي عانت كثيرا لتصل لهنا وعلى كل حال والدتها مازالت صغيرة السن تقريبا خمسة وثلاثين عاما. 
بادرت وجد بسؤالها
_ طب وهو معترض على أي مش فاهمة
تجاهلت أمل حديثها وربما تهربت قائلة
_ قومي حضري العشاء يا وجد جعانة أوي ومرهقة جدا هاخد دوش لحد ما تخلصي. 
سألتها بتوجس تحاول تخفيف حدة توترها من السؤال وحاولت قوله بعدم إكتراث
_ هو عامر مش هيتعشى معانا 
وصل صوت والدتها من بعيد فقد دخلت الغرفة
_ معرفش بس كعادته كل ما نتخانق مش بيرجع غير متأخر. 
أصرت على انتظاره ومعرفة سبب مشاجراته المتكررة مع والدتها فهي دائما ما كانت تصمت خوفا منه وتزداد خوفا لكن الآن لا مكان للخوف ستواجهه حتما بكل شراسة أنثى تطوقها.
زاغ_خافقه.
منى_عيد.
يتبع..

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات